ধর্ম এবং দর্শনের মধ্যে: ইবনে রুশদ এবং মধ্যযুগীয় দার্শনিকদের মতামত
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
জনগুলি
18
والنتيجة لهذا وذاك كله أن نكتفي بهذا في إثبات العلم لله في رأي ابن رشد، ولا نقول إنه يعلم ما يكون وما يفسد من الموجودات لا بعلم قديم ولا بعلم محدث، فإن هذا ما تقتضيه أصول الشرع، والقول بخلافه بدعة في الإسلام، والجمهور لا يفهمون من العالم في الواقع المشاهد إلا هذا المعنى. (ب)
وإذا كان من المشاهد أن من شرط العلم في العالم أن يكون حيا، وإذا كان من شرط من يصدر عنه شيء من الأشياء أن يكون مريدا له وقادرا عليه، كان من الطبيعي أن تثبت لله تعالى صفات الحياة والإرادة والقدرة.
وكذلك لما كان من شرط الصانع الحري بهذا الوصف أن يكون مدركا لما يصنعه بكل نوع من الإدراك، وجب أن يكون الخالق، جل وعلا، سميعا بصيرا، وإلا لما كان أكمل الخالقين، ولما استحق أن يكون معبودا، ومن ثم جاء في القرآن حكاية لقول سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام لأبيه (سورة مريم: 42):
يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا .
وينبغي أن نلاحظ أن كل ذلك يتفق فيه فيلسوف قرطبة وعلماء الكلام، إلا أنه فيما يختص بصفة الإرادة يجب الاكتفاء بأن نقول فضلا عما تقدم، بأنها صفة قديمة ككل الصفات التي يتصف بها الله؛ إذ لا يجوز أن يتصف بها وقتا دون وقت، وحالا دون حال، وليس لنا بعد هذا وذاك أن نبحث كما فعل رجال علم الكلام، هل يريد الله وجود الأشياء المحدثة بإرادة قديمة أو بإرادة محدثة؟
إن هذا، كما يقول ابن رشد، بدعة في الدين، وشيء لا يعقله العلماء أنفسهم، ثم هو لا يقنع الجمهور حتى من بلغ منهم رتبة الجدل، بل ينبغي أن يقال بأن الله مريد لكون الشيء في وقت كونه وغير مريد لكونه في غير وقت كونه، كما قال تعالى (سورة النحل: 40):
إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون .
وفي الحق كما يقول ابن رشد أنه ليس في الشرع وصف لإرادة الله بالقدم أو الحدوث، فالمتكلمون حين أثاروا هذا البحث قد انحرفوا عما أراد الشارع نفسه، وأتوا في الشرع بما لم يأذن به الله، وذلك فضلا عن أن دليلهم على ما زعموه من أن الله أوجد ما أوجد من الأشياء بإرادة قديمة لم يسلم لهم، بل ثارت من أجله اعتراضات لم يمكنهم دفعها، وليس أهونها شأنا ما يقال لهم: إذا كان الله يريد إيجاد شيء في وقت ما بإرادة قديمة، فإذا جاء هذا الوقت فوجد، هل وجد بفعل قديم أو بفعل محدث؟ إنه إن قالوا إنه وجد بفعل قديم فقد جوزوا إذن وجود المحدث بفعل قديم، وهو أمر غير معقول، وإن قالوا إنه وجد بفعل محدث لزمهم أن يكون هناك إرادة محدثة وهو غير مذهبهم.
هذا، وسيجيء لذلك تحقيق وبحث في الفصل الآتي الخاص بالمعركة بين ابن رشد والغزالي، ولكن لنا أن نقول الآن إنه قد يجيب المتكلمون عن هذا الاعتراض بأن الإرادة صفة لله، عملها أن تخصص في الأزل الشيء الذي يوجد في الزمان بأن يوجد في وقت معين لا غيره، وعلى شكل خاص لا غيره، ويكون الله دائما هو الفاعل والموجد للشيء، وتكون النتيجة أن يوجد الشيء دائما عن فاعل هو الله الذي أراد في القدم أن يوجد في زمن معين وعلى شكل خاص معين. (ج)
অজানা পৃষ্ঠা