قال ابن القيم: وأيضا فإذا وقع ذلك منهم فهو عند النفاة للحسن والقبح محبوب لله مرضيا له؛ لأنه إنما وقع بإرادته والإرداة عنده هي المحبة لا فرق بينهما، والقرآن صريح بأن هذا كله قبيح عند الله مكروه مبغوض له وقع أو لم يقع، وجعل سبحانه هذا البغض والقبح سببا للنهي عنه ولذا جعله علة وحكمة لأمر، فتأمله، والعلة غير المعلول، وقال تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} ولا تصح أن تكون المعاني للألفاظ حادثة لها بعد نزولها، وكانت من قبل فارغة لا معنى لها، فإذا تقرر ذلك فمعنى الحسنة والسيئة ثابتة لهما قبل نزولها، وكذلك سائر الألفاظ.
وأما على قولهم أن القرآن قديم فيلزم أن تكون المعاني الثابتة لها قديمة أيضا.
পৃষ্ঠা ৪৫