واعلم أن الوجوب والامتناع يعبر عنهما بالضرورة الا أن الوجوب هو ضرورة الوجود والامتناع ضرورة العدم، فنستعمل لفظ الضرورة مطلقا لتكون شاملة للمعنيين فنقول:
المحمول قد يكون ضروريا على الاطلاق وقد تكون ضرورته متعلقة بشرط والتى على الاطلاق فهو أن يكون المحمول دائما لجميع أشخاص الموضوع ان كانت له أشخاص كثيرة، أو لشخصه الواحد ان كان نوعه فى شخصه ما دام الموضوع موجود الذات.
ثم هذا ينقسم قسمين:
أحدهما أن يكون الموضوع موجودا دائما لم يزل ولا يزال فيكون المحمول بسببه دائما كذلك.
والآخر أن لا يكون الموضوع دائم الوجود فيكون المحمول بسببه أيضا غير دائم الوجود.
مثال الأول قولنا: الله حي، ومثال الثانى قولنا: الانسان حيوان.
فالضرورة اذا اطلقت عنى بها هذان الوجهان ونحن قد جمعناهما فى هذا المعنى الواحد لاشتراكهما فيه.
وأما الضرورة المشروطة فاما أن يكون شرطها كون الموضوع موصوفا بما وضع معه، وقد يكون هذا الوصف دائما ما دام موجودا، كما قلناه من مثال الانسان والحيوان.
فان الانسان موصوف بكونه حيوانا ما دام موجودا وقد لا يكون دائما مثل قولنا: كل أبيض فهو مفرق للبصر.
فان تفريق البصر ضرورى للابيض لا دائما لم يزل ولا يزال ولا ما دام ذات الأبيض موجودا ان كان مما يزول البياض عنه، بل ما دام موصوفة بصفة
পৃষ্ঠা ১৯২