ولما وصل القوم إلى «سرڤيل» تلقاهم أهل القصر، وخصوصا مدام «مرسيل» - أم الفتيات - ومدام «ڤلمورين» - الباريسية الحسناء - بأحسن مما لقوه في المرة الأولى من القبول والإكرام، وكانت مدام «ڤلمورين» لابسة لفافا من الحرير الهندي والتفتاء الوردي مطرفا بالكشاكش ترفل فيه بلا كلفة ولا قلق، فيعلم الناظر إليها أنها ليست بدخيلة على الرونق والزينة وأبهة النعيم، وكانت يداها الجميلتان مستورتين بكفوف صفراء تسر الناظرين، وشعرها اللامع الأسود كجناح الغراب مسترسلا على كتفيها غير معقوص ولا مضفور، وكان على صدرها من الجواهر الكريمة ما يروق للعين حسنا ونفاسة، وعلى جملتها من آثار النعمة والشرف والكياسة الباريسية ما لا يقلد ولا يوصف بلسان، فهي على حد قول سكريب «أحسن ما فيها أن حسنها غير محدود».
من حسنها أن ليس يوصف حسنها
وجمالها ألا يحد جمالها
هي آية الحسن التي قد أعجزت
وصافها من حيث عز مثالها
ترنو بمقلة جؤذر نبالة
وارحمتاه لمن تصيب نبالها
وتهز من تحت الغلائل قامة
من غير شك قاتل عسالها
ومن استجار بعطفها من طرفها
অজানা পৃষ্ঠা