আধুনিক বালাঘা ও আরবি ভাষা
البلاغة العصرية واللغة العربية
জনগুলি
وإذا جعلنا الحياة الشريفة السعيدة هدفا نوجه إليه فنوننا وعلومنا وعقائدنا فإننا نستطيع أن ننزع عن هذه جميعها تلك القداسة التي تحول بيننا وبين تنقيحها أو تغييرها، ويعود عندئذ «فن البلاغة » فنا تجريبيا مثل جميع الفنون، ويتغير كما تغيرت، فليس هناك شك في أن التغير أو التنقيح قد عم فنونا كثيرة في عصرنا مثل: الرسم أو النحت أو البناء، ولكن فن البلاغة في اللغة العربية لم يتغير.
فحياتنا العصرية تختلف عن الحياة العربية قبل ألف سنة، فإذا كنا نسلم بأن فن البلاغة يجب أن يكون في خدمة هذه الحياة العصرية فإنه يجب أن يتغير كي يخدمها، فلم يعد مجتمعنا في حاجة إلى البهارج والزخارف البديعية نحطم رءوس أبنائنا بتعلمها أو ممارستها، ولكنا في حاجة إلى أن نجعل البلاغة فنا للتفكير الحسن السديد وللأمة المصرية حق تطوري في هذا التغيير.
ويجب أن نشرح غايتنا من البلاغة الجديدة: (1)
فهي قبل كل شيء التفكير المنطقي السديد الذي يؤمن فيه الخطأ. (2)
تحريك الذكاء وتدريبه بالكلمات. (3)
أن نعرف كيف نستعمل الكلمات للتفكير التوجيهي. (4)
أن نعرف كيف نستعمل الكلمات للتحريك الاجتماعي.
فأما القاعدة الأولى: وهي أن التفكير يجب أن يكون منطقيا فتقضي بدراسة كتاب موجز في المنطق وإذا كان «اللورد هوردر» الطبيب الانجليزي ينصح كليات الطب في بريطانيا بتدريس كتاب «جيفونز» في المنطق في السنة الأولى من الدراسة الطبية فإننا أحوج إلى مثل هذه النصيحة في دراسة اللغة العربية في كلية الأدب أو في دار العلوم، ويجب أن تكون الكلمات موضوعا لتدريب الذكاء اللغوي في التلميذ والطالب، ولن يستطيع مدرس اللغة أن يصل إلى ذلك؛ إلا إذا كان موسوعي المعارف قد درس إحدى اللغات الأوروبية وأتقن علما عصريا.
وإلى هنا الفائدة سلبية، وهي أننا لا نقع في الخطأ والالتباس، ولكن يجب أن نتعلم اللغة للفائدة الإيجابية، وهي الانتفاع بها في إيجاد الكلمات الموطرية التي تحرك الفرد والمجتمع؛ أي: نعرف القيم السيكولوجية للكلمات وما فيها من شحنات عاطفية أو تنبيهات ذهنية، فاللغة علم وفن، وهي علم من حيث إننا يجب أن نعرف كيف ننتقد المعاني وكيف نسبر المعاني في الكلمة، وهي فن من حيث قدرتنا على استعمال الكلمات؛ كي تبعث التحريك الاجتماعي أو التنبيه الذهني أو العاطفي في الفرد أو الجماعة؛ أي أننا نستطيع أن نعبئ الكلمات للإصلاح.
في 1904 كنا قد وصلنا إلى أعمق هوة من الضعف الوطني، وكان يقال لنا إن بلادنا زراعية، وإنها يجب ألا تتجه وجهة صناعية، وصدر في تلك السنة قانون يصف المصانع بأنها: «محلات مضرة بالصحة أو مقلقة للراحة أو خطره.»
অজানা পৃষ্ঠা