আধুনিক বালাঘা ও আরবি ভাষা
البلاغة العصرية واللغة العربية
জনগুলি
وهناك عبارات مثل هذه الكلمات لها قوة التحريك الاجتماعي ويجب أن يكون اهتمام الأديب بالإكثار منها حتى يألفها الجمهور؛ فينصبها أهدافا لكي يصل إليها أو يذكرها ويتحفز بها إلى التجديد والرقي.
اعتبر ما أحاوله أنا من تسمية أعضاء التناسل: أعضاء الخلود البشري وما يحمله هذا التعبير من المعنى السامي للحب.
أو انظر إلى قولنا: «الدولة الإيجابية»؛ أي الدولة التي تعمل للرقي والبناء، ولا تقتصر على أن تكون سلبية؛ لكفالة الأمن العام فقط كما كان الرأي في القرن التاسع عشر، أو انظر إلى قولنا «القحط ثمرة الوفرة»، فإن في هذه العبارة مفتاح الفهم السديد لنظام الإنتاج الحاضر في أوروبا وأمريكا، أو انظر إلى قولنا: «الجوع الكيماوي» حيث يكون الشبع بالكم يحمل الجوع بالكيف كما هي الحال في النقص الفيتاميني ينشأ بين الفقراء بل وأحيانا بين الأغنياء فإن في هذه العبارة ما يبعث على الدراسة للقيم الغذائية.
أو انظر إلى قولنا: «أدب الكفاح وأدب التفرج»، وقيمة هذه العبارات في الأدب وعلاقته بالمجتمع أو انظر إلى عبارة: «البيئة والوراثة في التربية»؛ فإن فيها ما يبعث على التفكير والدراسة سنين عديدة، وقد كان يقال: إن لكل نبي رسالة. وهذا كلام حسن ولكن لم لا يكون لكل «إنسان» رسالة في الخير والشرف والمجد؟
هذه جميعها كلمات بل محركات اجتماعية كل كلمة منها شعار كأنه راية الجهاد للدفاع عن الذكاء والأخلاق وللدعوة إلى الخير والرقي.
الفصل الحادي والعشرون
فن البلاغة
من أسوأ الانحرافات الذهنية في الإنسان أنه يحيل الوسائل إلى غايات، فإن الناس يجمعون المال وسيلة يصلون بها إلى غاية السعادة، وهذا هو الزعم بل الفهم العام، ولكن ما أن يشرع أحدنا في جمع المال حتى ينسى الغاية؛ فيبقى طيلة حياته وهو في هذا الأسر؛ أي يجمع المال وغايته المال لا أكثر، وكأن الحياة قد أصبحت وسيلة للمال وليس المال وسيلة للحياة.
وهذا الانحراف كثيرا ما نجده في شئون أخرى حين يقال: إن الأدب غاية الحياة أو الثقافة أو الفن بل هناك مذاهب تقول: إن الدولة غاية وقبل نحو خمسين سنة شاع مذهب يقول: «الفن للفن» بأن الفن غاية.
والواقع أنه ليس للحياة غاية سوى الحياة وكل ما عدا الحياة إنما هو وسائل للحياة، فاللغة والأدب والفن والبلاغة إنما هي جميعها مسخرة في خدمة الحياة التي لها الاحترام الأول والمكانة المفضلة فنحن نتعلم الفنون ونمارس البلاغة ونعنى بالثقافة؛ كي نصل في النهاية إلى مستوى عال من الحياة، ولذلك لا نحتاج إلى أن نشرح للقارئ أن بلاغة الحياة أهم وأخطر من بلاغة اللغة، وأن أسلوب الحياة أجدر بالأولية والتفضيل في التعليم من أسلوب الكتابة وأن فن الحياة هو أشرف وأجدى الفنون على هذا الكوكب.
অজানা পৃষ্ঠা