============================================================
211 قلنا: قد ذكرنا قوله عليه السلام: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" فلو صح ذلك الخبر أراد به إذا استحل ذلك.
فإن قيل: أنتم أثبتم الشفاعة للمؤمنين، ومرتكب الكبيرة خرج عن الإيمان؛ بقول النبي عليه السلام: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن"(1).
أحدهما: أن هذا عن الحسن لم يصح، ولم يرد في خبر صحيح ولا سقيم، وإنما هو اختلاق وكذب، ال ولا يعارض الآثار الصحاح المتفق على صحتها، ثم لو جاز أن يكون قدروي، فلم يسقط الصحيح السخي علن صحه الصبف البعم اللي ( اصل اه بع اكاد ابجع يد الكل واسجماد الجسع، فتحمل صحاح الأخبار على ما قلا، ويحمل هذا الخبر على انه أراد به الكباير التى تخرج ل من الإسلام، نحو الكفر بعد الإيمان، أو استحلال ما حرم الله، أو تكذيب بعض الرسل أو بعض الكتب، ويصير هذا كما قلنا: إنا نجمع بين كل ما ذكر في القرآن، وإن كان ظاهره يناقض بعضها بعضا عند الجهال مثلكم...، فإن قيل: هذا لا يصح مع قوله عليه السلام: "لا ينال شفاعتي أهل ~~الكبائر من أمتي" والكافر بما ذكر به ثم ليس من أمته، قلنا: بل يصح ذلك من وجهين: أحدهما: انه أراد بذلك من كان من أمتي ثم ارتد، أو نحو ذلك.
فقد يجوز أن يسيمى الشيء بما كان عليه أولا، وإن كان في الحال لا يسمى به، ألاترى إلى ما قال في النبيذ: "ثمرة طيبة، وماء طهور" يعني كان ثمرة طيبة وماء طهورا، لا يريد أنه في الحال ثمرة، كالك امر بلا لا: ارجع فيان الا ان العبد تام" ولم يرو أنه الان عبده بل اراد أنه كان عبداه لأن الصديق أعتق بلالأ قبل ذلك، يقال لعتيق الرجل: عبد بني فلان، أي كان عبدآلهم، ونحو ذلك كثير.
ال و يحتمل أن يكون سماهم من أمته، لأنهم كانوا في عصره ووقته وقرنه، وكل قرن يسمى أمة، ويكون ال ذلك فيمن كان آمن به في وقته ثم ارتد، فمن ذكر من أهل الردة، أو كان في وقته ولم يؤمن، وسماه من أمته لأنه في قرنه وعصره. فصح ما قلناه وبطل تعلقهم بما لا أصل له". انتهى بتصرف يسير.
(1) أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه" (157:8)، ومسلم في "صحيحه" (1: 54) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
অজানা পৃষ্ঠা