وفي نصف جمادى الأولى لما تمت أعمال دخول برط، وكان علي بن أحمد صاحب صعدة قد استقر في بلاد أملح عاد إلى صعدة، لما بلغه أن أحمد بن الحسن وصنوه محمد بن أحمد يريدون دخول صعدة، لما يحتاجون من التأهب للوصلة وكراهته دخولهم في البطنة ، ثم إن الإمام ذكر لأحمد بن الحسن ومحمد بن أحمد بالعود، وعدم دخول مدينة صعدة، والطرق التي كان تدخل برط الملوك السابقون من جهات صعدة؛ لأنها سهلة لا يخشى فيها حوزة، ولا يوجد فيها عقبة ولا تعب ولا معرة [10/ب]، بخلاف طريق وادي النيل والمراشي التي تخرج من عيان ، فإنها مرافض وعقيب وملاوي غير صالحة لدخول الجنود، لما يخشى فيها من الخديعة عند التلاقي في الحدود. وقد دخل برط كثير من الأولين في زمان العباسية، وفي زمان الهادي دخله بنفسه، والإمام شرف الدين، وقرى جمعة في مدة سنان باشا هؤلاء دخلوه جميعا عنوة، ودخله صلحا الإمام أحمد بن سليمان والمنصور .
ومات على أحمد بن الحسن لما جاء هذه الطريق الشاقة -طريق المشرق- قريب سبعين حصان من الجوع والضمأ وعسرة الطريق والحفا.
وأحمد بن الحسن لما بنى على الحركة والارتحال قال لأهل برط: السيد محمد بن علي الغرباني النظر في أمره، فقال برط: هو جارهم، وعليهم الدرك لا يحصل شيء من جانبه ما دام عندهم، ولا يرضون أن يحصل من جهته ما فيه محق ولا أحد من قبائلهم يجيبه ما دام ساكنا وعليهم حفظه، فقال أحمد بن الحسن: لا بد من ضمانات[11/أ] من كباركم على صغاركم في هذا الأمر، وعدم حصول الخلل، فدخلوا في الضمانة وضمنوا بعضهم على بعض وقالوا: هذه أمانة ولا يجري منا لما يخالف ذلك خيانة. وأنشأ بعد ذلك السيد محمد الغرباني قصيدة وجهها إلى والده بصنعاء، وذكر في ضمنها إليه على من يعرفه بها بعد أن بالغ في مدح أبيه بالعبادة والزهادة، ثم ذكر عند ذلك قوله:
পৃষ্ঠা ৩০৬