وفي يوم السبت ثالث عشر شهر جمادى الأولى مات السيد العارف علي بن يحيى بن أحمد بن المنتظر الغرباني بظفير حجة ، كان هذا السيد في عشر الثمانين، وكان قد اختلط عقله آخر عمره، وقبيل وفاته سنة موته. انتقل جده المنتظر إلى ظفير حجة في مدة الإمام شرف الدين ، وأصلهم من غربان ، وله في تلك الجهة مال ودار. وقد تولى القضاء برهة أيام في مدة الإمام المؤيد بالله، ثم ترك لحدة طبعه، وحرة مزاجه، وأخرجه أهل الظفير في بعض الأيام إلى حجة ، ثم رجع وعاد وانعزل في بيته وماله.
وفي هذه الأيام وصل خواجا تركي بهدية للإمام، وهو وطاق من جهة بلاد الحبشة، وسكن بحضرته قدر شهر تام، وزلجه الإمام، وأعطاه قياس ثمن وطاقه وزيادة في الإنعام، فمر صنعاء، وحضر جمعتها، فقال: ليش ما يذكر الصحابة خطيبها.
وفيها ظهر رجل قيل: أنه يدعي أنه شريف، وإذا سئل ما إسمه؟ قال: عبد الله، وأصله فقيه قيل: من بني الخيشني، كان قباضا مع أحمد بن الحسن في بعض البلاد، كان قد قرأ على حي القاضي حسن الحيمي بعض قراءة، لم يحصل له فيها فائدة. وكان له[10/أ] صناعة في كتب الإنشاء، فظن من لم يكن له معرفة أن عنده علما، ولما وصل إلى بلاد كحلان وحجة حصل له من الناس الضيافات والإحسان، ثم إن صاحب حجة محمد بن حسين بن جحاف استماله إلى الوصول إليه، فوصل، فباحثوه فلم يجدوا عنده في العلم معرفة، وأدب بعض أهل بلاده عن ما فعلوه إليه من الإكرام والضيفة ونهاهم عن ذلك وزلجه، وأمره بعدم البقاء في بلاده، ثم أنه ركب البحر وصار إلى حضرة حسن باشا ولازمه، ثم بعد ذلك سار إلى جبل الطائف واستقر فيه هذه المدة.
পৃষ্ঠা ৩০৫