============================================================
بهجة الطائقة احتياج الناس إلى معرفة الأدب مع الله، لما بعث الله رسوله إلى الخلق، وأمرهم بمتابعته، حتى قال الله تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يخببكم الله (القرآن الكريم 31/3)، معناه: أي اتبعوني حتى أعرفكم 3 طريق الأدب مع الله، فتحبونه بشرط ما يجب أن يحب، فيخببكم الله.
فإذا تهذب الناقص بالكامل في طريق الله، صلح لخدمة أولياء الله، ثم ح لله. إذ كل من لم يصلح لخدمة أولياء الله، لم يصلح لخدمة الله.
ومن خرم البركات من أولياء الله، عدم الكرامات من الله. ولهذا قال عزوجل: يا أيها الذين آمنوا ايقوا الله وكونوا مع الصادقين} (القرآن الكريم 119/9)، أي الزموا صحبة الصادقين لتتأدبوا باداب صدقهم، فتكونوا من الصادقين. لأن لأهل(1) الصدق في السلوك من الخبايا والهدايا والعطايا - ماب لا يصل إليه إلا أهل الذوق. ومن ذلك قوله تعالى: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أغين} (القرآن الكريم 17/23) . وقوله تعالى ) : "أعددت لعبادي الصالحين، ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"(2). وإنما ذلك ثمرة أدبهم مع الخلق، ثم مع الحق.
والذي أعد للعباد، إنما ذلك لقوم وغذ ولقوم نقد. فهؤلاء الذين لهم رؤية الخفيات نقدا، إنما بدايته التأدب والتهذب، ونهايته التحبب والتقرب.
فإذا تقربوا صاروا أدلاء وأطباء، يدلونهم على معرفة التحقيق، ويداوونهم(3) 18 (1) لأهل: في الأصل: أهل.
(2) انظر المعجم المفهرس ا: 47، تحت: أذد؛ و3: 337، تحت: صلح، وقارن بالكتاب المقدس، العهد الجديد، رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس، الأصحاح الثاني، العدد 9 حيث يقول: "بل كما هو مكتوب: ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه" .
(3) يداوونهم، في الأصل: يداونهم.
পৃষ্ঠা ৮৭