বাহজা তাওফিকিয়া
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
তদারক
د .أحمد زكريا الشلق
প্রকাশক
دارالكتب والوثائق القومية
সংস্করণের সংখ্যা
الثانية
প্রকাশনার বছর
1426هـ /2005 م
প্রকাশনার স্থান
القاهرة / مصر
ثم خرج بجيشه إلى مدينة ( شندي ) فاعترضه في الطريق النوبيون الذين كانوا | قد جمعوا شتات قواهم واتحدوا للدفاع عن وطنهم ، ومع ذلك لم يجد دفاعهم | شيئا أمام القوة المصرية لأنها منتظمة مسلحة بالأسلحة النارية والمدافع القهرية | بل اضطروا إلى القهقرى بعد ما دفعوا عن وطنهم دفاع الأبطال ومات أغلبهم | شهداء وطنهم العزيز ، فاقتفى إسماعيل باشا أثر الباقيين حتى فرقهم أيدي سبا ولم | يجد بعد هذه المقاومة العظمى معارضا في طريقه فتقدم بخيله ورجاله ، ومدافعه | تتقدمه وألقى في قلوب السودانيين ما ألقاه من الرعب حتى وصل إلى مدينة | بربرة فألقى فيها بعض قنابل ليتحقق من عدم وجود من يدافع عنها فدخلها | وكان دخوله بموكب حافل في 8 خلت من شهر مارث سنة 1821 . وفي 8 | مايو من هذه السنة دخل مدينة ( شندي ) وهي واقعة في منتصف الطريق بين | بربر والخرطوم على البر الشرقي للنيل وفيها استسلم إلى إسماعيل باشا من | يدعى ( شاويش ) أحد أمراء بربر ودخل مع قومه في عداد العساكر المصرية | ليأمن بذلك على روحه وماله ولينتقم من باقي الأمراء الذين كانوا معادين له . | | وبعد ذلك تقدم في داخلية السودان حتى وصل إلى ملتقى النهرين الأزرق | والأبيض وأسس هناك مدينة الخرطوم لما لهذا الموقع من الأهمية التجارية والحربية | لسهولة الوصول منه بواسطة النيل إلى مصر ولإمكان إرسال الجيوش منه لفتح | السودان الشرقي حتى الحبشة حيث يخرج نهر ( عتبرا ) والنهر الأزرق أو لفتح | السودان الجنوبي حتى خط الإستواء بركوب النهر الأبيض ، وبعد أن حصن هذه | المدينة وجمع فيها المؤن والذخائر الكافية ترك فيها بعض عسكره لحمايتها وسافر | ببقية جيشه لفتح بلاد ( سنار ) الواقعة بين النهر الأزرق ونهر ( عتبرا ) ففتحها | وخلع أميرها واحتل تخته عنوة ثم أراد أن يستريح ويريح جيشه مما كابده من | الأتعاب والأوصاب وتحمل المشاق في هذه البلاد الحارة لا سيما وكان قد فشا | في عسكره المرض وأهلك كثيرا منهم .
هذا ولم يجد إسماعيل باشا ما حمل والده على فتح السودان وهو تبر الذهب | وإنما وجد بعض رمال يمكن أن يستخرج منها ذهب لكن الذي يحصل منها لا | يفي بما ينفق لإستخراجه ، ولما لم يجد مرغوبه استعاضه بأسر كل الشبان | السودانيين القادرين على حمل السلاح وإرسالهم مصفدين بالسلاسل والأغلال | إلى أسوان ليندرجوا في سلك العساكر المنتظمة الذين كان يمرنهم سليمان أغا | المتقدم ذكره ، فزاد عدد الوارد منهم بعد من يموت منهم في الطريق إما | بالأمراض الناشئة عن تغير حالتهم وطبيعتهم من المأكل والمشرب أو لعدم | موافقة طقس البلاد لهم ازديادا عظيما حتى اضطر سليمان أغا إلى طلب | مساعدين له على القيام بواجبات وظيفته وكتب بذلك إلى محمد علي باشا | فأجابه وعين معه ضابطين فرنساويين آخرين ومن يومئذ أخذ جيش أسوان | المنتظم في التقدم يوما عن يوم في سبل الفلاح والنجاح .
পৃষ্ঠা ১০৪