أو الناصر ، اذ غير ذلك من معانيه غير صالح هنا قطعا ، لكن الثاني باطل لعدم اختصاص النصرة بالمذكور فتعين المعنى الأول. الثالث ، ان الخطاب للمؤمنين لان قبله بلا فاصل ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه )، الآية ثم قال ( إنما وليكم الله ورسوله ) فيكون الضمير عائدا إليهم حقيقة. الرابع ، ان المراد بالذين آمنوا فى الآية هو بعض المؤمنين لوجهين : الأول ، انه لو لا ذلك لكان كل واحد وليا لنفسه بالمعنى المذكور وهو باطل. الثاني ، انه وصفهم بوصف غير حاصل لكلهم ، وهو ايتاء الزكاة حال الركوع اذا الجملة هنا حالية. الخامس ، ان المراد بذلك البعض وهو على بن ابى طالب (ع) خاصة للنقل الصحيح ، واتفاق اكثر المفسرين على أنه كان يصلى ، فسأله سائل فاعطاه خاتمه راكعا. واذا كان (ع) أولى بالتصرف فينا ، تعين أن يكون هو الامام لأنا لا نعنى بالإمام الا ذلك.
الثاني ، انه نقل نقلا متواترا ان النبي (ص) لما رجع من حجة الوداع أمر بالنزول بغدير خم وقت الظهر ووضعت له الأحمال شبه المنبر وخطب الناس واستدعى عليا ورفع بيده وقال : أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى يا رسول الله. قال : فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه كيف ما دار يكرر ذلك عليهم. والمراد بالمولى هو الأولى ، لان أول الخبر يدل على ذلك وهو قوله (ص): ألست أولى بكم ولقوله تعالى فى حق الكفار : ( مأواكم النار هي مولاكم ) اى أولى بكم. وأيضا فان غير ذلك من معانيه غير جائز هنا ، كالجار والمعتق والحليف وابن العم ، لاستحالة ان يقوم النبى فى ذلك الوقت الشديد الحر ويدعوا الناس ويخبرهم بأشياء لا مزيد فائدة فيها بأن يقول من كنت جاره او معتقه او ابن عمه ، فعلى كذلك. واذا كان علي هو الأولى بنا ، فيكون هو الإمام.
الثالث ، ورد متواترا انه (ص) قال لعلى : أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبى بعدى أثبت له جميع مراتب هارون من موسى ،
পৃষ্ঠা ৪৮