بين أهل التورية بتوراتهم ، وبين أهل الفرقان بفرقانهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ، وبين أهل الزبور بزبورهم. والله ما من آية نزلت فى ليل أو نهار أو سهل أو جبل إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وفى أى شيء نزلت وذلك يدل على إحاطته بمجموع العلوم الإلهية ، وإذا كان أعلم كان متعينا للإمامة وهو المطلوب.
الخامس ، انه أزهد الناس بعد رسول الله (ص)، فيكون هو الإمام ، لأن الأزهد أفضل. أما انه أزهد فناهيك فى ذلك تصفح كلامه فى الزهد والمواعظ والأوامر والزواجر والاعراض عن الدنيا ، وظهرت آثار ذلك عنه حتى طلق الدنيا ثلثا ، وأعرض عن مستلذاتها فى المأكل والملبس ولم يعرف له احد ورطة فى فعل دنيوى حتى انه كان يختم اوعية خبزه فقيل له فى ذلك فقال : أخاف أن يضع لى فيه أحد ولدى اداما. ويكفيك بزهده أنه اثر بقوته وقوت عياله المسكين واليتيم والأسير ، حتى نزل فى ذلك قران دل على افضليته وعصمة.
قال : والأدلة فى ذلك لا تحصى كثرة
اقول ، الدلائل على إمامة على (ع) أكثر من أن تحصى ، حتى ان المصنف وضع كتابا فى الإمامة وسماه كتاب الالفين وذكر فيه الفى دليل على إمامته ، وصنف فى هذه الفن جماعة من العلماء مصنفات كثيرة لا يمكن حصرها ، ونذكرها جملة من ذلك تشريفا وتيمنا بذكر فضائله وهو من وجوه :
الأول ، قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) وذلك يتوقف على وجوه : الأول ، إنما للحصر بالنقل عن أهل اللغة. قال الشاعر :
انا الذائد الحامى الذمار وإنما
يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلى
فلو لم يكن للحصر لم يتم افتخاره. الثاني ، ان المراد بالولى إما الأولى بالتصرف
পৃষ্ঠা ৪৭