وقد بلغ المكتوب منكم إليهم ... فلم يعلموا منه جميعًا بكلمة
وما زادهم إلاّ اعتداء وجرأة ... علينا وإقداما بكل مساءة
وقد بلغت أرسال مصر إليهم ... وما نالهم غدر ولاهتك حرمة
وقالوا لتلك الرسل عنا بأننا ... رضينا بدين الكفر من غير قهرة
وساقوا عقود الزور ممن أطاعهم ... علينا لهذا القول أكبر فرية
ولكن خوف القتل والحرق ردنا ... نقول كما قالوه من غير نية
ودين رسول الله ما زال عندنا ... وتوحيدنا لله في كل لحظة
ووالله ما نرضى بتبديل ديننا ... ولا بالذي قالوا من أمر الثلاثة
وإن زعموا أنا رضينا بدينهم ... بغير أذى منهم لنا ومساءة
فسل وحرا عن أهلنا كيف أصبحوا ... أسارى وقتلى تحت ذل ومهنة
وسل بلفيقا عن قضية أمرها ... لقد مزقوا بالسيف من بعد حسرة
ومنيافة بالسيف مزق أهلها ... كذا فعلوا أيضًا بأهل الشرة
وأندرش بالنار أحرق أهلها ... بجامعهم صاروا جميعًا كفحمة
فما نحن يا مولاي نشكو إليك ... فهذا الذي نلناه من شر فرقة
عسى ديننا يبقى لنا وصلاتنا ... كما عاهدونا قبل نقض العزيمة
وإلا فيجلونا جميعًا من أرضهم ... بأموالنا للغرب دار الأحبة
فإجلاؤنا خير لنا من مقامنا ... على الكفر في عز على غير ملة
فهذا الذي نرجوه من عز جاهكم ... ومن عندكم تقضى لنا كل حاجة