আওলাদ হারাতনা

নজীব মাহফুজ d. 1427 AH
233

আওলাদ হারাতনা

أولاد حارتنا

জনগুলি

وقلبت قمر عينيها بين عمها وبين عم زوجها في حيرة، مشفقة من خذلان زوجها، وفي الوقت نفسه خائفة عليه عواقب التمادي في رأيه. وقالت مخاطبة عمها: عمي، أنت سيد الأعيان، وبوسعك أن تؤيده بنفوذك!

فسألها عويس مستهجنا: فيم تطمعين يا قمر؟ لك مال وابنة وزوج فماذا يعنيك وزع الوقف على الجميع أم استأثر به الفتوات؟ إننا نعد الطامح إلى الفتونة مجنونا، فما بالك بمن يطمح إلى نظارة الحارة جميعا؟!

فهب قاسم واقفا في تألم شديد وقال: لست طامحا إلى شيء من هذا، إنما أريد الخير الذي أراده جدنا.

فاسترضاه عويس بابتسامة متكلفة وقال: أين هو جدنا؟ فليخرج إلى الحارة ولو محمولا على أعناق خدمه، ثم فليحقق شروط وقفه كما يشاء. أتحسب أن أحدا في الحارة مهما بلغت قوته يستطيع إذا تكلم الواقف أن يرفع نحوه عينا أو أصبعا؟

وقال زكريا مكملا: وهل هو إذا وثب الفتوات لذبحنا سيحرك ساكنا أو يكترث لما يصيبنا؟

فقال قاسم في وجوم شديد : لن أطالب أحدا بتصديقي أو بتأييدي.

فقام زكريا إليه ووضع يده على منكبه بعطف وقال: يا قاسم، أصابتك عين، أنا أعلم بهذه الشرور. طالما تحدثوا عن عقلك وسعيد حظك، حتى أصابتك العين. استعذ من الشيطان بالله، واعلم أنك اليوم من وجهاء حينا وبوسعك إذا شئت أن تتاجر ببعض مال زوجتك فتحظى بالثراء الوفير، فأقلع عما في رأسك وارض بما وهبك الله من خير ونعمة.

فأطرق قاسم محزونا، ثم رفع رأسه إلى عمه، وقال بتصميم عجيب: لن أقلع عما في رأسي ولو ملكت الوقف كله وحدي.

75

ماذا أنت فاعل؟ وحتام تفكر وتنتظر؟ وماذا تنتظر؟ وما دام القريب لم يصدقك فمن ذا الذي يصدقك؟ وما فائدة الحزن؟ وما جدوى الانفراد تحت صخرة هند؟ النجوم لا تجيب ولا الظلام، ولا يجيب القمر، كأنك تأمل في لقيا الخادم مرة أخرى، ولكن أي جديد عنده ترتقب؟ وتجوس في الظلام حول البقعة التي قيل إن جدك قابل فيها جبل، وتقف طويلا وراء السور الكبير في الموضع الذي قيل إنه خاطب عنده رفاعة. لكن لا شخصه رأيت ولا صوته سمعت ولا خادمه رجع. ماذا أنت فاعل؟ سيطاردك هذا السؤال كما تطارد الشمس في الخلاء راعي الغنم، وسيقتلعك دواما من راحة البال ومن طيبات النعم. وجبل كان مثلك وحيدا لكنه انتصر، ورفاعة عرف سبيله ومضى فيه حتى قتل ثم انتصر؛ ماذا أنت فاعل؟

অজানা পৃষ্ঠা