يذل لها الخطب العصي ويرتد
وسيروا إلى العلياء من حول فيصل
وأنتم له حصن وأنتم له جند
موقعة عين جالوت1
1
كان عام ثماني عشرة وستمائة فاتحة شر مستطير في بلاد المسلمين، سالت فيه جيوش جنكيز من هضاب الصين، تغرق كل شيء، وتجرف كل شيء. طغت على التركستان، فجرفت عرش ملوك خوارزم، ودارت بالمدن العظيمة تخريبا وتدميرا، وبسكانها تقتيلا وتشريدا، وفر محمد خوارزمشاه وكان كما قال مسلم بن الوليد:
وطار في إثر من طار الفرار به
خوف يعارضه في كل أخدود
وورث ابنه جلال الدين ملكا في أيدي التتار، ومجدا بين الحديد والنار، فصبر وصابر، وجاهد ما بين نهر السند إلى حدود العراق، يحاول جهده أن يلم الشمل، ويرأب الصدع، ويخلق من الفرقة اجتماعا، ومن الضعف قوة، ومن الذعر ثباتا، ومن اليأس رجاء، حتى اغتالته المنون بعد أن أعجزتها مصاولته، وختلته بعد أن أعيتها مجاهرته.
وانتشر الرعب، وعم الفزع، ولم يثبت للتتار جيش ولا حصن في شرقي البلاد الإسلامية.
অজানা পৃষ্ঠা