الفهري المغربي السبتي المالكي المسماة: «ملء العيبة مما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة» يتلخص في أنه قصد زيارة هذه النعل بالمدرسة الأشرفية المذكورة للتبرك بها والاستشفاء من مرض أصابه فوجد بركتها، ورأى بالمدرسة بيتين بنيا في قبلتها أحدهما عن يمين المحراب به نسخ من المصاحف، والآخر عن يساره فيه النعل الكريمة، وهي فردة واحدة، وقد جعل لهذا البيت باب مصفح بالنحاس الأصفر كأنه صفائح ذهب، وعلق عليه كلل حرير ثلاث خضراء وحمراء وصفراء، ووضعت النعل الكريمة على كرسي من آبنوس، ثم وضع على النعل لوح من آبنوس، ونقر في وسط اللوح بمقدار ما ظهرت النعل منخفضة عن اللوح بمقدار النقر ، ولا شك أنه بقي منها تحت أطراف اللوح مقدار ما ثبت به تحت اللوح وما أخذته المسامير التي طوقت به فإن الدائر المحيط بها كله مكوكب بمسامير فضة ويملأ ذلك الظاهر منها الذي هو منقور عليه بأنواع الطيب حتى إن الذي يلثمها يتمرغ فمه في طيبها، وقد وكل بها قيم له عليها مرة بلغنا أنه أربعون درهما ناصرية، وأمر بفتحها يوم الإثنين ويوم الخميس للناس للتبرك بلثمها. ا.ه.
ثم ذكر المقري أيضا أن هذه النعل الشريفة كانت عند أم المؤمنين ميمونة بنت الحارس الهلالية (رضي الله عنها) مما تركه النبي
صلى الله عليه وسلم
فتوارثها ورثتها من بعدها إلى أن وصلت إلى بني أبي الحديد
8
وما زال يتوارثونها إلى آخرهم موتا، وأنه ترك ثلاثين ألف درهم وترك تلك النعل وولدين له فتراضيا على أن يأخذ أحدهما المال ويأخذ الآخر النعل الشريف فصار يذهب بها إلى أرض العجم ويفد على الملوك فيتبركون بها حتى رجع إلى خلاط فطلب منه الملك الأشرف ابن العادل أن يقطع له منها قطعة يتبرك بها، ثم رجع عن ذلك إلى أن آلت إليه وجعلها في دار الحديث التي ابتناها بدمشق ومما أنشده للحافظ ابن رشيد الفهري في هذه النعل أنه زارها بالأشرفية:
هنيئا لعيني إن رأت نعل أحمد
فيا سعد جدي قد ظفرت بمقصد
وقبلتها أشفي الغليل فزادني
فيا عجبا زاد الظما عند مورد
অজানা পৃষ্ঠা