وطلبه قتيله، وزين له الفرار خليله؛ فحوته هذه الرمال فإذا الأمن سبيله، واليمن دليله، والسلامة زاملته
13
والسلم زميله؛ ولو أطلعه الله على غيبه، للمس النبوة بين يده وجيبه، إلى أن رفع له المنار، واكتحل بالنور واقتبس من النار، وقيل له كن من الأحرار الأحبار، وارجع فسلط الحق على فرون الجبار، فكان عليه السلام أول من اقتحم على الفرد جبروته، وهتك على المستبد طاغوته، وخطم
14
المتأله وحطم عظموته؛ ماء الحق على لطفه، فر بنار الباطل على عنفه؛ ظهر العدل على الحيف. وكسرت العصا السيف.
وعلى هذه الأرض مشت السماء الطاهرة، والنيرة الزاهرة، والآية المتظاهرة؛ أم الكلمة،
15
وطريدة الظلمة؛ سرحوا في عرضها؛ يوسف حاديها، وجبريل هاديها، والقدس ناديها، والطهارة أرجاء واديها؛ وعلى ذراعها مصباح الحكمة، وجناح الرحمة، والإصباح من الظلمة؛ حتى هبطت به أكرم الأديم، فنشأ بين الحكيم والعليم. وترعرع حيث ترعرع بالأمس الكليم.
فيا لك من دار، لعبت على عرصاتها الأقدار، ناويت موسى، القريب؛ وآويت عيسى، الغريب، نبوت بالنبي، وحبوت الأمن عيسى وهو صبي، عذرك لا تنضي غليه المطي، فإنما غضبت لابنك القبطي.
16
অজানা পৃষ্ঠা