وفيما يختص بحياة هذين الزوجين بعد ذلك، تروى أسطورة من أجمل الأساطير الإغريقية.
فبعد عدة سنوات من الحياة الزوجية السعيدة، مرض أدميتوس مرضا خطيرا ألزمه الفراش. وسرعان ما اتضح أن ساعة موته قد دنت، وذهبت كافة جهود ومهارة أطبائه أدراج الرياح. وكذلك لم تجد محاولات أبولو، الذي كان يتوق إلى رد جميل أدميتوس عندما كان أبولو راعيا عنده، ولكن أبولو ذهب إلى جوبيتر، وطلب منه أن يسدي إليه معروفا من أجل أدميتوس.
فقال جوبيتر: «إذا كان هناك أي شخص يرغب في أن يموت بدلا من أدميتوس، يمكن استبدال حياة هذا بذاك، فيطول عمر أدميتوس بمقدار السنوات الباقية من عمر ذلك الذي سيموت مكانه.»
عاد أبولو إلى قصر أدميتوس مبتهجا يحمل بشرى قرار ملك الآلهة والبشر. فلما دخل القصر وجد أهل أدميتوس وأصدقاءه وأتباعه وجنوده يذرفون الدموع مدرارا حول الملك. فساد بينهم السكون عندما اقترب أبولو ورفع يده. أعلن إله الشمس الكيفية التي يمكن بها إنقاذ حياة الملك أدميتوس حسب قرار جوبيتر، وفكر أبولو في قرارة نفسه: «من المؤكد أن جميع هؤلاء المحزونين سيتقدمون عن طيب خاطر للموت، بدلا من الملك.»
غير أنه بعد أن انتهى أبولو من إعلان قرار جوبيتر، لم يرد أي صوت على كلامه. فاستدار نحو والدي أدميتوس العجوزين، وتوسل إليهما بذل حياتهما من أجل حياة أدميتوس، فرفضا قائلين إنهما يرغبان في التمتع بالأيام القليلة الباقية لهما. فاتجه بعد ذلك إلى أتباعه، الذين كثيرا ما قادهم أدميتوس في القتال، ثم إلى حاشيته الذين كثيرا ما أكدوا له في لهجة التملق بأنهم على استعداد لأن يموتوا بدلا منه لو أصابه أقل مكروه، ولكنهم جميعا أصموا آذانهم عن توسلات أبولو.
وفي نفس الوقت الذي كان أبولو يناقش فيه أولئك المرائين، ارتفع صوت في وضوح وشجاعة. إنه صوت ألكستيس زوجة الملك.
قالت: «سأموت مسرورة؛ من أجل إنقاذ حياة زوجي.»
ذعر أبولو لذلك القول.
فصاح فيها أبولو يقول: «ماذا؟! تبذلين حياتك من أجل حياته! فكري كذلك في أطفالك الصغار، وفي أنك ستتركينهم بدونك وبدون أم، تتركينهم لعناية عالم لا يرحم! من الأفضل أن يموت أدميتوس، من أن تقدمي حياتك فداء عن حياته.»
قال أبولو هذا، واستدار لينصرف، ولكن ألكستيس جرت خلفه، وأخبرته بأنه يجب عليه تنفيذ أمر جوبيتر. وعلى ذلك وافق والحزن يملأ فؤاده، فرقدت ألكستيس على سرير. وبالتدريج أخذ وجهها يمتقع، والقوة تغادر أعضاءها، وأنفاسها تضمحل وتضعف، إلا أنه بينما كانت الحياة تنحسر عن جسمها، عادت في قوة متزايدة إلى أدميتوس. عاد الدم إلى محياه، وأحس بالنشاط يدب في أوصاله، وحيويته تتجدد وتسري في أحنائه من قمة رأسه إلى أخمص قدمه. وفي بضع دقائق قام من على السرير الذي كان راقدا فوقه صحيحا معافى، وموفور الصحة كما كان أيام شبابه.
অজানা পৃষ্ঠা