طاعات كثيرة فيقول : الهي ما هذا كتابي فإني ما عملت هذه الطاعات ، فيقال له : ان فلانا اغتابك فدفع حسناته اليك» (1) .
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم «أدنى الكفر ان يسمع الرجل من اخيه كلمة ، يحفظها عليه يريد ان يفضحه بها اولئك لا خلاق لهم» (2) .
هذه هي الاخبار المأثورة في خصوص الغيبة . في حين ان عناوين اخرى من المعاصي المذكورة في الروايات تنطبق ايضا على الغيبة وتعمها تلك الآثام ومضاعفاتها الفاسدة مثل : اهانة المؤمن وإذلاله واحتقاره وتعييره واحصاء عثراته والطعن فيه . وكل واحد من هذه الامور سبب مستقل لهلاك الانسان . والاحاديث في تشنيع كل واحد منها قاصمة للظهر .
ونحن اعرضنا عن نقلها للمحافظة على الاختصار .
فصل: المفاسد الاجتماعية للغيبة
كما ان هذه المعصية الكبيرة وهذه الجريرة العظيمة ، من المفسدات للايمان والاخلاق والظاهر والباطن ومما تدفع بصاحبها الى الفضيحة في الدنيا والآخرة . حيث ذكرنا سلفا في الفصل السابق نبذة يسيرة منها ، كذلك تشتمل هذه الرذيلة على مفاسد اجتماعية ونوعية ايضا ، ولهذا يكون فسادها وقبحها اعظم من كثير من المعاصي .
ان من الاهداف الكبيرة للشرائع الالهية والانبياء العظام سلام الله عليهم مضافا الى كونه الهدف الذي نذكره هدفا مستقلا وليس بمجرد أداة وواسطة وانما هي الوسيلة التي تبعث على انجاز الاهداف الاساسية الكبيرة ، وشرط ضروري لتحقيق المدينة الفاضلة . مضافا على ذلك ، هو توحيد الكلمة وتوحيد العقيدة والاتفاق في الامور الهامة ، والحد من ظلم الجائرين الباعث على فساد بني الانسان ودمار المدينة الفاضلة ، ولا يتحقق هذا الهدف الكبير المصلح للمجتمع والفرد الا في ظل وحدة النفوس واتحاد الهمم والتآلف والتآخي ، والصداقة القلبية والصفاء الباطني والظاهري ، وتربية افراد المجتمع على نمط يساهم كلهم في بناء شخص واحد ، ويحول المجتمع الى فرد ، ويجعل الافراد بمنزلة الاعضاء والاجزاء لذلك الفرد وتدار كافة الجهود والمساعي حول الهدف الالهي الكبير ، والامر الهام العقلي العظيم الوحدة والأخوة الذي فيه مصلحة الفرد والمجتمع . ولو ان مثل هذه الوحدة والأخوة ظهرت في طائفة الاربعون حديثا :289
পৃষ্ঠা ২৮৮