عقوبتا الزاني والمرتد ودفع الشبهات
عقوبتا الزاني والمرتد ودفع الشبهات
জনগুলি
وهذه الآيات جميعها (١) تستلزم أن تكون هناك أمور من الدين تأتى بها السنة، وهى حجة،
وإلا فلا معنى للأمر بطاعته ﷺ.
أما الإمام الشاطبى (٢) ومن نحا نحوه: فإنهم مع إقرارهم بوجود أحكام لم ترد فى القرآن إلا أنهم يقولون: إنها ليست زيادة على شئ ليس فى القرآن، وإنما هى زيادة الشرح، المستنبط من المشروح بإلهام إلهي، ووحي رباني، وتأييد سماوي.
وبعبارة أخري: هي داخلة تحت أي نوع من أنواع السنة البيانية، أوداخلة تحت قاعدة
من قواعد القرآن الكريم.
وأنت ترى هنا أن الخلاف بين العلماء فى الأحكام الجديدة الواردة فى السنة المطهرة، الخلاف بينهم لفظى، فالكل يعترف بوجود أحكام فى السنة المطهرة، لم تثبت فى القرآن الكريم، ولكن بعضهم لا يسمى ذلك استقلالًا، والبعض الآخر يسميه. والنتيجة واحدة؛ وهى حجية تلك الأحكام الزائدة، ووجوب العمل بها.
ليس فى الأحكام الزائدة على كتاب الله ﷿، ما يشوه سيرة رسول الله ﷺ، بجعله مشرعًا؛ كما يزعم أعداء السنة المطهرة!
لأن الله تعالى قد جعل من جملة صفات رسوله ﷺ، ومن مهامه الكبار، أنه يحلل ويحرم،
وهكذا جاء وصفه ﷺ فى الكتب السماوية السابقة، وهو ﵊، لا يشرع
_________
(١) سيأتى تفصيل تلك الآيات فى المبحث التالى ص ٥١.
(٢) هو إبراهيم بن موسى الغرناطى، الشهير بالشاطبى، أبو إسحاق، مفسر، أصولى، لغوى، محدث، ورع زاهد، من مؤلفاته النفيسة: الموافقات فى أصول الفقه، والاعتصام فى الحوادث والبدع، مات سنة= =٧٩٠هـ له ترجمة فى: شجرة النور الزكية لمحمد مخلوف ٢٣١ رقم ٨٢٨، والمجددون فى الإسلام لعبد المتعال الصعيدى ص٣٠٥، والفتح المبين لعبد الله المراغى ٢/٢٠٤، وأصول الفقه وتاريخه للدكتور شعبان إسماعيل ص٣٨٤.
1 / 38