96

আনোয়ার নবি

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

জনগুলি

ولم يخرجاه.

قلت: لأن في سنده أبا قدامة الحارث بن عبيد الإيادي، وقد قال أحمد: مضطرب الحديث، وقال ابن معين: ضعيف، لكن أخرج له البخاري في المتابعات، واحتج به مسلم، والله أعلم.

فهذا الحديث مع الذي قبله يدل على أن ذلك كان بالمدينة؛ لأن عائشة أخبرت عن مشاهدة ذلك، وهي لم تكن عنده (صلى الله عليه وسلم) بمكة، ويعارض ذلك ما أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره عن جابر: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا خرج بعث معه أبو طالب من يكلؤه حتى نزلت: والله يعصمك من الناس ، فذهب ليبعث معه، قال: «يا عم، إن الله قد عصمني، لا حاجة لي إلى من تبعث (1)».

وما أخرجه الطبراني وغيره عن ابن عباس: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يحرس، وكان يرسل معه أبو طالب كل يوم رجالا من بني هاشم حتى نزلت هذه الآية: والله يعصمك من الناس ، قال: فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه، فقال: «يا عم، إن الله قد عصمني من الجن والإنس (2)».

فهذا الحديث والذي قبله يدلان على أن نزول الآية بمكة في أوائل الأمر، فحينئذ يحتاج إلى الجمع بين الروايات، وما في الصحيح أولى، لكنا نلتزم تأخر نزول الآية بالمدينة، وندعي أن الإنكار كان داخلا وكان في عموم التشريع لمن هو مخاطب به، بشرط استطاعته له (صلى الله عليه وسلم) وهي الأمن من مفسدة تحصل له، بدليل عموم قوله تعالى: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة [البقرة: 159].

فلما نزلت آية العصمة وجب الإنكار مع الاستطاعة وعدمها؛ لأن الله تعالى تولى حفظه وعصمته، ولهذا كان أولا يحتاج إلى الحرس، وثانيا لا يحتاج إليه، وهذا معنى بديع تزول به إشكالات كثيرة، والله أعلم.

পৃষ্ঠা ১৬৩