88

আনোয়ার নবি

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

জনগুলি

هناك بالفناء المحض، والطمس الكلي للرسوم كلها تنبيه في تفسير الآية، ثم دنا: أي النبي (صلى الله عليه وسلم) من الله تعالى وترقى عن مقام جبريل بالفناء في الوحدة، والترقي عن مقام الروح.

وفي هذا المقام قال جبريل (عليه السلام): «لو دنوت أنملة لاحترقت (1)» إذ وراء مقامه ليس إلا الفناء في الذات، والاحتراق بسبحات الجمال لا سبحات الجلال؛ لأن سبحات الجلال هي أنوار تجليات الصفات، وسبحات الجمال هي أنوار تجليات الذات، والاحتراق بالجمال، فتدلى: أي مال إلى الجهة الإنسية بالرجوع من الحق إلى الخلق حال البقاء بعد الفناء، والوجوب الموهب الحقاني، فكان قاب قوسين: أي كان (صلى الله عليه وسلم) مقدار دائرة الوجود الشاملة للكل المنقسمة بخط موهوم إلى قوسين، باعتبار الحق والخلق، والاعتبار هو الخط الموهوم القاسم للدائرة إلى نصفين، فباعتبار البداية والتداني يكون الخلق هو القوس الأول الحاجب للهوية في أعيان المخلوقات وصورها، والحق تعالى هو النصف الأخير، وباعتبار النهاية والتدلي، فالحق هو القوس الأول الثابت على حاله أزلا وأبدا، والخلق هو القوس الأخير الذي يحدث بعد الفناء بالوجود الجديد الذي وهب له.

وهذا ما دامت الاثنينية أو أدنى من مقدار القوسين بارتفاع الاثنينية الفاصلة الموهومة لاتصال أحد القوسين بالآخر، وتحقق الوحدة الحقيقة في عين الكثرة بحيث تضمحل الكثرة فيها وتبقى الدائرة غير منقسمة بالحقيقة، وهذا نهاية الولاية.

فما أكمل نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) وما أسعدنا به (صلى الله عليه وسلم)، فلله الحمد والمنة على هذا النبي الكريم الذي شرف الأكوان (صلى الله عليه وسلم).

لائحة سدرة المنتهى شهود الخلائق الكونية، وقاب قوسين شهود: (الرقائق الأسمائية) أو أدنى شهود الذات، ورؤيتها شهود لا أكمل منه.

النور التاسع وهو نور التركيب:

فهو الذي انكشف له به عن الغاية العظمى في التوحيد، فإنه كان إذا فكر في

পৃষ্ঠা ১৫৫