আনোয়ার নবি
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
জনগুলি
وأما الثاني: فإن صورة هذا الاسم على صورة الإنسان؛ فالميم الأولى رأسه، والحاء جناحاه، والميم الثانية بطنه، والدال رجلاه، والإنسان صغير وكبير كما هو في مصطلح القوم انتهى.
للعلماء في تفسير الملك والملكوت عبارات حاصلها أن الملك هو: التصرف في الأمور، وفي تحقيقه كلام يطلب من محله، والملكوت: عظم الملك؛ لأنه مبالغة فيه كالرهبوت، ولهذا فسر الملك بعالم الشهادة، والملكوت بعالم الغيب، وهو عالم الأمر.
وقيل: الملك: ما يدرك بالحس، والملكوت: ما لا يدرك به.
وذكر بعضهم عبارة أبسط من هذه فقال: عالم الملك: عالم الشهادة، ويقال: عالم الخلق، وهو عالم الأجسام والجسمانيات، ويكون بقدرة الله تعالى بعضه من بعض، وبتضمنه التغير، وعالم الملكوت عالم الغيب، ويقال له: عالم الأمر، وهو عالم الأرواح والروحانيات، وهو ما أوجده الله تعالى بالأمر الأزلي بلا تدريج، وبقي على حالة واحدة من غير زيادة ولا نقصان، والجبروت عالم الأسماء والصفات الإلهية، يعني صفات العظمة والعلو.
وقيل : هو عالم بين العالمين يشبه أن يكون في الظاهر من عالم الملك، فجبر بالقدرة الأزلية بما هو من عالم الملكوت.
وأما الحاء: فقد تقدم أنه يمكن أن تكون إشارة إلى الحكم والحكمة والحلم.
وأما الدال: فيمكن أن تكون مشعرة بالدلالة كما سبق، ومظاهر الدلالة الكبرى أربعة: وهي: العلم المأمور في الأزل بكتابة الكائنات، واللوح المحفوظ، وأمين الوحي، ومبلغه للخلق عليهما أفضل الصلاة وأزكى التسليمات، ولا يعارض ما ذكرناه هنا ما أسلفناه؛ لأن المقام مقام التماس نكات، والنكات لا تتزاحم، فكل ما بدا وظهر للفهم من وجوه اللطائف المناسبة لا يبعد ولا يستنكر، وأما هيئته فحركة الميم الأولى هي الضمة التي هي أقوى الحركات، يناسبها قوة ذلك الملك، وظهور سلطانه، وإشارته في قوله تعالى:
وينصرك الله نصرا عزيزا [الفتح: 3].
পৃষ্ঠা ১৫০