قلت: وهذه الرواية رواية: «فتجلى لي مع كل شيء وعرفت»، يفيدان أنه أعلم بكل شيء، واطلع على كل شيء مما يتعلق بأمر العوالم كلها دنيا وأخرى.
وأخرجه أيضا محمد بن نصر المروزي عن أبي أمامة مرفوعا: «أتاني ربي في أحسن صورة، فقال: يا محمد، فقلت: لبيك وسعديك، قال: فيم يختصم الملأ؟ قلت: لا أدري فوضع يده بين ثديي، فعلمت في مقامي ذلك ما سألني عنه من أمر الدنيا والآخرة ...
الحديث».
قلت: وهو يفيد أن السؤال وقع عن أشياء عديدة، منها ما يتعلق بأمر الدنيا، ومنها ما يتعلق بأمر الآخرة، وإن لم يخبر أصحابه بها كلها.
وأخرج البزار والطبراني في السنة، ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة، عن ثوبان قال: خرج إلينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد صلاة الصبح فقال: «إن ربي عز وجل أتاني الليلة في أحسن صورة، فقال لي: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ؟ فقلت: لا أعلم يا رب، قال: فوضع كفيه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله في صدري، فتجلى لي ما بين السماء والأرض، فقلت: نعم يا رب يختصمون في الكفارات والدرجات (1) ... الحديث».
وأخرج البزار أيضا عن ابن عمر مرفوعا: «إني صليت في مصلاه فضرب على أذني، فجاءني ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة ...» الحديث ذكره السيوطي في خصائصه الكبرى مختصرا فيه على هذا القدر.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن عبد الرحمن الجمحي المكي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إن الله تجلى لي في أحسن صورة، فسألني فيم اختصم الملأ؟ فقلت: ربي لا علم لي به، فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي، فما سألني عن شيء إلا علمته (2)».
পৃষ্ঠা ৯৬