وعن مالك بن دينار قال: بينا أنا أطوف ذات ليلة، إذا أنا بجويرية متعلقة بأستار الكعبة، وهي تقول: يا رب ذهبت اللذات، وبقيت التبعات، يا رب كم من شهوة ساعة من الزمان قليلا قد أورثت صاحبها حزنا طويلا، يا رب أمالك عقوبة ذلك في دار القرار إلا النار. فما زال قولها حتى طلع الفجر، فوضع مالك يده على رأسه ***
صارخا، يبكي يقول: ثكلت مالكا أمه وعدمته، جويرية منذ الليلة قد بطلته، وعن حاله عطلته.
وقد تعلق رجل بأستار الكعبة، وأنشد:
ستور بيتك ذيل الأمن منك/وقد علقتها مستجيرا أيها الباري
وما أظنك لما أن علقت بها/خوفا من النار تدنيني من النار
وها أنا جار بيت أنت قلت لنا/حجوا إليه وقد أوصيت بالجار
وعن صالح المري (1) أنه كان يطوف بالبيت، فسمع أعرابيا يقول، وهو متعلق بأستار الكعبة: إلهي إن استغفاري إياك على كثرة ذنوبي للوم ظاهر، وإن ترك استغفاري على سعة رحمتك لعجز باهر، إلهي كم تتقرب إلي بالنعم مع غناك عني وعن عملي، وكم أتباعد عنك بالمعاصي مع فقري إليك في أملي. فيا من إذا وعد وفى، وإذا أوعد تجاوز وعفا، أدخل عظيم جرمي في سعة رحمتك من هذا الباب، إنك أنت الوهاب.
পৃষ্ঠা ৫৫