ويروى عن إبراهيم الخواص (2)، قال: رأيت شابا في الطواف [ 204 ا ] متزرا بعباءة، متوشحا بأخرى كثير الطواف والصلاة/ مشغولا بالله، لا يلتفت إلى ما سواه، فوقعت في قلبي محبته، ففتح علي بأربعمائة درهم، فجئت بها إليه، وهو جالس خلف المقام، فوضعتها على طرف عباءته، فقلت له: يا أخي اصرف هذه القطيعات في بعض الحويجات، فقام وبددها في الحصى، وقال يا إبراهيم: اشتريت من الله تعالى هذه الجلسة بسبعين ألف دينار، أتريد أن تخدعني ***
عن الله بهذا الوسخ! قال إبراهيم: فما رأيت أذل من نفسي، وأنا أجمعها من بين الحصى، وما رأيت أعز منه وهو ينظر إلي، ثم ذهب. ويروى أن الجنيد (1) طاف بالبيت في جوف الليل، فسمع جارية تطوف وهي تقول:
أبى الحب أن يخفى وكم قد كتمته...فأصبح عندي قد أناخ وطنبا
إذا اشتد شوقي هام يوما بذكره ...وإن رمت قربا من حبيبي تقربا
فقلت لها: يا جارية: أما تتقين الله تتكلمين في مثل هذا المقام بمثل هذا الكلام! فالتفتت إلي وقالت: يا جنيد، لولا التقى لم ترني أهجر طيب الوسن، إن التقى شردني، كما ترى عن وطني، أفر من وجدي به فحبه هيمني، ثم قالت: يا جنيد، أتطوف بالبيت، أم رب البيت؟ قلت: أطوف بالبيت، فرفعت رأسها إلى السماء، وقالت:
পৃষ্ঠা ৫৩