***
ثم اعلم بأنه لما كان المقصود من لبس إزاره وردائه استمطار سحب آلاء الله ونعمائه، والتذلل في الوقوف بكريم فنائه، ألزم فيه العبد المخالفة في هيئته المعروفة، وأمر بمجانبة الرفاهية، ومباينة الملاذ المألوفة، ونطر إلى أشرف أعضائه وألطف أجزائه، فخوطب بامتهانه وكشفه، ليعد إلى باب الله طالبا للطفه، ومن تعرى لله في الدنيا يكسى الحلل في العقبى.
يروى أن امرأة عابدة حجت، فلما دخلت مكة/[203 أ] وجعلت تقول: أين بيت ربي أين بيت ربي؟ فقيل لها: هذا بيت ربك، فاشتدت نحوه تسعى، حيث ألصقت جبينها بحائط البيت، فما رفعت إلا ميتة.
وقال سعيد بن جبير(1): رأيت امرأة جاءت، فقامت في الملتزم، فجعلت تدعو وتبكي حتى ماتت.
পৃষ্ঠা ৪৭