وروى الفضل بن العباس أنه سمع محمد بن يحيى * أو غيره يقول: إن يحيى بن الحسين بلغ من العلم مبلغا يحتار عنده، وصنف وله سبع عشرة سنة.
وروى الناطق بالحق الإمام أبو طالب عليه السلام عن أبي جعفر محمد بن العباس الحريري الفقيه أنه سمع علي بن العباس الحسني يقول: إنه سمع أبا بكر بن يعقوب عالم أهل الري وحافظهم يقول حين ورد اليمن: قد ضل فكري في هذا الرجل -يعني يحيى بن الحسين عليه السلام- فإني كنت لا أعرف لأحد مثل حفظي لأصول أصحابنا، وأنا الآن إلى جنبه جذع، بينا (1) أجاريه في الفقه وأحكي عن أصحابنا أقوالا إذ يقول: ليس هذا يا أبا بكر قولهم، فأرده، فيخرج لي المسألة من كتبنا على ما حكاه وادعاه، فقد صرت إذا حكى(2) شيئا عنا أو عن غيرنا لا أطلب معه أثرا.
قلت: وقد طول السيد الإمام أبو العباس صاحب السيرة في نقل الفضائل والآثار المروية فيه عليه السلام، فليطالع إن شاء الله تعالى. وكذلك الملك الأشرف في تأريخه قال: وروى(3) أهل الأخبار أنه لما ولد يحيى بن الحسين جاءوا به إلى جده نجم آل الرسول الإمام القاسم بن إبراهيم فوضعه في حجره المبارك، وعوذه وبرك عليه، ثم قال لأبيه: بم سميته؟ قال: يحيى، وقد كان للحسين أخ من أبيه وأمه يسمى يحيى توفي قبل ذلك، فبكى القاسم عليه السلام حين ذكره ثم قال: هو والله يحيى صاحب اليمن. وإنما قال ذلك لأخبار وردت(4) بذكره وظهوره باليمن.
وقد روى الفقيه حميد الشهيد رحمه الله عن بعض علمائنا رحمهم الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «يخرج من هذا النهج -وأشار بيده إلى اليمن- رجل من ولدي اسمه الهادي، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يحيي به الله(5) الحق، ويميت به الباطل».
وكان عليه السلام هو الذي أحيا الحق في اليمن، وأمات فيه الباطل.
পৃষ্ঠা ৭৬