قال الفقيه العلامة، شيعي آل محمد حميد بن أحمد الشهيد رحمه الله تعالى في وصفه عليه السلام: هو الذي فقأ عين الضلال، وأجرى معين العلم السلسال، وضارب على(1) الدين كافة الجاحدين، وهو الذي نشر الإسلام في أرض اليمن، بعد أن كانت فيه ظلمات الكفر متراكمة، وموجات الإلحاد متلاطمة، حتى انهل من نحورهم الأسل الناهلة، وأنقع من هاماتهم السيوف الضامية، فانتعش الحق بعد عثاره، وعلا بحمد الله بسعيه(2)مناره.
وقال الفقيه الديلمي رحمه الله في وصفه عليه السلام شعرا:
يسد من الألف بأسا ونجدة (3) ... إذا فرقوا من حوله وتفرقوا
ولقد صدق عليه السلام حيث يقول:
أنا ابن رسول الله وابن وصيه ... ومن ليس يحصى فضله ووقائعه
وقال الفقيه المذكور رحمه الله: (وثبات الزيدية) (4)، وثبات الأشراف في اليمن من حسنات الهادي عليه السلام وبركاته. وأقام ثمانية عشر سنة مقيما لأحكام الله وسنة جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وفيه يقول الشاعر:
إذا ما شئت أن تحيا ... حياة حلوة المحيا
فزر يحيى تجد يحيى ... لدين الله قد أحيا
وروى فارس الإسلام أبو عبد الله اليمني رحمه الله صاحب الهادي عليه السلام أنه كان يسمع الهادي إلى الحق يقول كثيرا: أين الراغب؟ أين من يطلب العلم؟ إنما يجيبنا مجاهد راغب في فضله، متحريا (5) عند الله لأهله.
ولعمري إنه لأكبر (6) فروض الله على عبده، وأحق ما كان مما يقدم(7) بين يديه، ولكن لو كان مع ذلك رغبة في العلم وبحث عنه لصادف من علم يحيى بن الحسين علما جما.
وذكر الإمام الناصر أحمد بن يحيى عليه السلام أنه سمع الهادي إلى الحق يقول: قد عفن العلم في صدري كما يعفن الخبز في الخمرة (8) إذا طرح بعضه على بعض ولم يقلب.
وروي عنه عليه السلام أنه كان إذا سئل قائما أجاب قبل أن يقعد وإذا سئل قاعدا أجاب قبل أن يقوم.
পৃষ্ঠা ৭৫