وروى العلامة ابن أبي الحديد رحمه الله تعالى في (شرح النهج) عن أبي جعفر الإسكافي قال: وروى الأعمش قال: لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة جاء إلى مسجد الكوفة فلما كثر من استقبله من الناس جثى على ركبتيه ثم ضرب ضلعتيه (1) مرارا وقال: يا أهل العراق أتزعمون أني أكذب على الله وعلى ورسوله، وأحرق نفسي بالنار، والله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إن لكل نبي حرما وحرمي المدينة، ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» وأشهد أن عليا أحدث فيها، فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولاه إمارة المدينة.
وقال: وروت الرواة أن أبا هريرة كان يؤاكل الصبيان في الطريق، ويلعب معهم، وكان يخطب وهو أمير المدينة فيقول(2): الحمد لله الذي جعل الدين قواما، وأبا هريرة إماما. يضحك الناس بذلك، وكان يمشي وهو أمير المدينة في السوق، فإذا انتهى إلى رجل يمشي أمامه ضرب برجليه الأرض ويقول: الطريق الطريق قد جاء الأمير-يعني نفسه-.
قال العلامة ابن أبي الحديد رحمه الله: قلت: وقد ذكر ابن قتيبة هذا كله في كتاب (المعارف) في ترجمة أبي هريرة، وقوله فيه حجة؛ لأنه غير متهم عليه.
أبو موسى الأشعري:
وأما أبو موسى الأشعري فحاله معروفة عند الخاص والعام، وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه إذا سلم من صلاة الفجر والوتر دعا على جماعة من المنافقين منهم أبو موسى الأشعري ولعنهم.
ورواه (3) إمامنا الأعظم الهادي إلى طريق الحق الأقوم، وإمامنا وسيدنا الولي في مجموعه الشريف.
পৃষ্ঠা ৬২