قلت: وقد رواه الإمام الهادي عليه السلام في (الأحكام) عن جده نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم صلوات الله عليهم أجمعين، وأيده في (المنتخب) بحجة عقلية، ولفظه: قلت-يعني محمد بن سليمان الكوفي(1) رحمه الله: وقد جمعت في هذا الجواب جواب مسألتين في الافتتاح بالتكبير(2) ، وبأي شيء يبدأ المتوجه للصلاة فزدني حجة من المعقول؟ قال: نعم أخبرك بذلك والقوة بالله، أليس عقول العالم تشهد أن افتتاح باب الدار قبل دخولها؟ قلت: بلى، قال: وكذلك يقول القائل: استفتحت على بني فلان في دارهم فلم يفتحوا لي ولم يدخلوني. وكذلك أيضا يقول القائل إذا أراد أن يتعلم من رجل قرآنا: افتح علي آيات. وكذلك يقول الرجل إذا سئل وهو يتعلم القرآن: ممن تستفتح؟ فيقول: من فلان وفلان، فإذا لم يفتح عليه فلم يدخل في التعليم من القرآن، ومتى جلس بين يدي القارئ قال: افتح علي آيات وهو غير متعلم لها ولا داخل فيها، فلما فتح عليه (3) دخل حينئذ بعدما يفتح عليه وتعلمه. ففي هذا كفاية لك في الافتتاح أنه قبل التكبير، ولولا ما أردت من الاختصار والشرح وإيجازه لشرحنا واستخرجنا من الكتاب وما جاء به الرسول عليه وآله الصلاة والسلام، وشواهد المعقول ما يطول به كتابك، فافهم هذا ففيه كفاية إن شاء الله، ألا ترى كيف قد بين الله تعالى ذلك؟! وليس بعد تبيين الله تبيين، فذكر في قوله سبحانه وتعالى ما أمر به من الافتتاح قبل التكبير، ثم قال:? وكبره تكبيرا? فأمرنا(1) بالتكبير والدخول في الصلاة.
قوله: إذا عرفت هذا.... إلى قوله: إنه مبتدع لا متبع.
لا يخفاك أيها المتأمل ما شنع به هذا المجيب على من يرى التوجه قبل التكبير وأنه مبتدع لا متبع. ومحصل المبتدع: من أدخل في الدين ما ليس منه (2) ، وها نحن حكينا لك قريبا عن إمامنا الأواه عالم آل محمد ومحيي معالم دينهم، والقامع بسيفه أعداءهم الهادي إلى الحق المبين صلوات الله عليه وعليهم، ومن وافقه من أئمة أهل البيت الميامين، وما استندوا إليه(3) من الكتاب الكريم، والسنة الغراء. فما ذكره المجيب في رسالته هو عين الابتداع إذ به تسبب (4) الشقاق والنزاع، وقد ظهر لك بهذا تحامل المجيب على هذا الإمام الشهير الكبير، ومن محله في العلم لا ينال، ولا تبلغ إليه مساعي ذوي الفضل والكمال، ولقد شاع وذاع ما ألقاه هذا الرجل في بعض مجتمعاته من ألفاظه المشعرة باحتقاره لهذا الإمام الأواه.
فلا كان من دهر به قد تسورت ... على الأسد في آجامهن الثعالب (5)
ولابد أن نأتي في آخر هذه الأوراق بنبذة يسيرة من اعتراف العلماء الأعلام، والأئمة الكرام، ممن بكلامهم يعمل، وعليهم يعول، من اعترافهم بشأن إمامنا، واعتزائهم إليه.
পৃষ্ঠা ৪৮