وقال الإمام الحافظ عبد الله بن حمزة (1) عليه السلام في (الشافي): واعلم أن المجبرة المجورة القدرية سموا مجبرة لقولهم بالجبر، مجورة لإضافة كل جور إلى الله، قدرية لقولهم المعاصي بقضاء الله وقدره، ويسمون بأهل السنة(2) لتقدم سلفهم واستمرارهم على سب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وقولهم: إنه السنة، وقال معاوية: لأجرين لعن علي سنة حتى إذا قطع قيل: قطعت السنة، وكان من تشدد في ذلك سموا أهل السنة، ولما اضطر الإمام الحسن بن علي عليهما السلام إلى صلح معاوية وسلم(3) الأمر له سمي العام عام الجماعة، وسموا (4) من دخل في ذلك، واتفق له الجماعة فقالوا: إنهم أهل السنة والجماعة، وأكبر دليل على ما قلنا لذوي العقول السليمة تشدد المتسمين بالسنة والجماعة على محبة معاوية وولده اللعين، وتحاملهم (5) على علي عليه السلام بالتقدم عليه (6)، وتصريحهم ببغضه وذريته، والطعن عليهم كما فعل (7) صاحب الخارقة...إلخ ما ذكره عليه السلام. وكما فعل المجيب قديما وحديثا في رسالته في الذب عن إمامة معاوية بن أبي سفيان معروفة بنصحية الإخوان، وكما هو الجاري على ألسنة تلامذته أهل العلم والعرفان، فإنه وأهل نحلته يحترمون عرض إمامهم معاوية ابن أكالة(1) الأكباد، وإمام البغي والفساد، قالوا بزعمهم لمكانة صحبته، ويقعون في أعراض أئمة الهدى من أهل البيت المطهرين ولا يحترمونهم لمكان القرب والولادة من سيد المرسلين!! فيا لله من طغيان هؤلاء المتمردين!!. فهذا تحقيق نسبتهم أيها المسترشد؛ لأن العوام يتوهمون أنها سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجماعته، وحاشا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من هذه البدعة التي هم عليها، بل سنتهصلى الله عليه وآله وسلم التي عليها أئمة الهدى وأهل بيته عليهم السلام وأشياعهم العاملين بنصوص سنته، الحافظين لحقوق عترته ,؛ ولأنك ما عرفت أنسابهم فضلا عن أن تعرف فضلهم وأخبارهم ورجالهم، فإذا قد جهلتهم في الدنيا فأخاف أن لا تعرفهم في الآخرة. فما ترى أيها المجيب!! هل تدل هذه الأحاديث على الفرقة الزيدية بالمطابقة؟ فإذا قلت: لا؟ ففي من(2) تفسر هذه الأخبار الواردة والآثار على قود مذهبك؟ أو تقول هي في المردة من آل حام من العبيد؟! أم نفر من العصيمات(3) وصعدة وبنو شذابة من أهل وديد (4) ؟!
حوامل للأسفار لا علم عندهم ... مجدوا (5) به إلا كعلم الأباعر
لعمرك ما يدري البعير إذا أتى (6) ... لحاجته أو راح ما في الغرائر
ولكن لهم علم إذا الليل جنهم ... بمعرفة (7) الترجيع من لحن زامر
পৃষ্ঠা ৩৯