فصح لك أن الآيات والأخبار الواردة في آل محمد التي تضيق بها الأسفار لم يقع مصداقها إلا على هذه الفرقة الناجية وهم الزيدية الأبرار، مع ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من التصريح بذكرهم في الأخبار الواردة في إمامهم الولي زيد بن علي عليه السلام، وكما جاء في تفسير قوله تعالى: ?ولله جنود السماوات والأرض?[الفتح:4] مراد جنود السماوات: الملائكة، وجنود الأرض: هم الزيدية كما رواه عبد الله بن الحسن بن الحسن(1) عرف بالكامل صلوات الله عليه وعلى آبائه الأكرمين، وقال أيضا عليه السلام:لونفض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأسه من التراب لما وضع رجله إلا فيكم أيها الزيدية. وقال أيضا عليه السلام: لو نزلت راية من السماء لما نصبت إلا في الزيدية، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد كان شهد لزيد بن علي عليه السلام أنه يكون على الحق، وأنه يتبعه كل مؤمن، وغير ذلك مما هو مدون في كتبهم بأسانيدهم(2) عن رجالهم الذين يرون الكذب من كبائر العصيان، ومما يوجب الخلود في النيران، ولعلك تستبعد ذلك كما استبعده غيرك من أهل مذهبك؛ لأن المعلوم عندكم ما علمتموه والمجهول ما جهلتموه، والصحيح ما رواه حفاظكم من أهل سنتكم وجماعتكم، والضعيف ما رواه مخالفوكم؛ لأن المفهوم من كلامك أن الحق مقصور على أهل السنة والجماعة الذين لا تخفى حقيقة نسبتهم على من له أدنى براعة. ذكر في حواشي (الفصول)(3) ما لفظه: قال الحاكم وغيره والمخالفون يسمون أنفسهم بأهل السنة والجماعة؛ لأن معاوية لما لعن علياعليه السلام سمى تلك السنة التي أحدث فيها اللعن سنة السنة، ولما بويع له سمى تلك السنة التي بويع له فيها سنة الجماعة.
قال الديلمي (1) : ومن عجيب أمر الخصوم أنهم يسمون من يحب عليا عليه السلام وحزبه: الرافضة ولا معنى له.
পৃষ্ঠা ৩৭