[من هم المجبرة والخوارج والروافض]
فالمجبرة القدرية الذين هم أوسع الفرق عددا، وأبعدهم(1) رشدا، قد أضافوا جميع الحوادث والأحوال الحسنة والقبيحة من الأعمال إلى خالقهم، ونزهوا أنفسهم بزعمهم، فلم يوجبوا قتالا ولم ينكروا أفعالا، بل قالوا: كلما وقع من الكفر والفسق والفساد فقد قضاه عليهم رب العباد تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
والخوارج قد انقرضوا وإن اتصفوا بالقتال في أول الزمان فقد دل الدليل الواضح البرهان أنهم خارجون من حد الإيمان، وأنهم المارقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، وأنهم كلاب أهل النار، وأشرار البرية.
পৃষ্ঠা ৩৪