الجواب: قد تقدم ما يرشدك إن شاء الله تعالى من أن أهل البيت إذا ذكروا لم يتبادر إلا إلى هذه الفرقة الزيدية العلوية الذين استقر فيهم هذا المذهب الشريف القائمون به، الذين لم يدخلوا أعناقهم في ربقة تقليد خصومهم من سائر الفرق الغوية (1) ، وأنهم المرادون بالآيات والأخبار النبوية، من طريق أوليائهم وخصومهم، وإن لم تفسر بهم بطلت الآيات والأخبار المتواترة في ذلك المعنى، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأمرنا بالتمسك بأهل بيته ويحضنا عليهم ويخبرنا أنهم لم يفارقوا الكتاب حتى يردوا عليه الحوض. ثم لم يقع مصداق قوله، وهو الصادق الأمين، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. فهم(2) والحمد لله الطائفة الظاهرة على الحق الذين يقاتل آخرهم المسيح الدجال، فهم مصداق هذا الحديث الشريف، السالم من التحريف؛ لأنك إذا نظرت بعين الإنصاف وجدت هذه الأمة قد افترقت فرقا كثيرة كما جاء في الأخبار الواردة من أنها «ستفترق إلى نيف وسبعين فرقة كلها هالكة(3) إلا فرقة»... الخبر المشهور، وتركنا سرده وتخريجه لاشتهاره، ولرواية المخالف والموالف له، ثم بينها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى» ، وبقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا...» الخبر، وبغيرها من الأخبار التي تواترت معنى مما لا تسعه هذه النبذة، ولو استقصينا ذلك لاحتجنا إلى مجلدات، فلابد من مصداقها وإلا بطلت فائدتها، وصارت من المهملات، ثم أكده صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم وفارقهم حتى يأتي أمر الله» أخرجه ابن عساكر.
وأخرج الحاكم في مستدركه عن ابن عمر، أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة». وأخرج البخاري، ومسلم عنه صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون». وأخرج أحمد في مسنده، وأبو داود، والحاكم في مستدركه، عن عمران بن الحصين أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال». وأخرج ابن عساكر عن جابر، وابن قانع، وابن عساكر، وابن حبان، عن أنس أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة».
فهذه صفة هذه الطائفة الموسومة بالزيدية التي تلحق بالاتفاق؛ لأن غيرهم من سائر الفرق قد أوسطوا هذا الباب وجانبوا فيه الحق ووجه الصواب.
পৃষ্ঠা ৩৩