والأخبار في هذا المعنى واسعة، والحجة على ذلك ساطعة طالعة، ولأعناق الأعداء بحمد الله قاطعة، لا ينكرها إلا متعصب، والاختصار منا فيها أولى؛ لشغلتنا بما هو أهم ولبنائنا في هذه الأوراق على الاختصار. ولا شك أن القرابة مأخوذة من القرب، والقرب على وجهين: فقرب بالولادة والنسب، وقرب بالدين والمذهب، وهذا الثاني آكد وأقرب، فإن القرب بالنسب إنما يثبت بحكم الله تعالى، فله الأمر وله الحكم، وقد حكم سبحانه في القرآن بأن الولاء والقرب يكون بالدين، كما ذكره في قصة إبراهيم صلوات الله عليه وعلى نبينا وآله، ولا شك أنه آكد؛ لأنه(1) في الدنيا إذا زال -أعني قرب- الدين زال ما بين القرابة من المواصلة بالنسب بحكم الله رب العالمين، ومتى حصل ثبت واستقر، وفي الآخرة أعظم وأكبر.
পৃষ্ঠা ৩২