فنقول: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «سلمان منا أهل البيت» يدل على التحاق سلمان * ومن شابهه بأهل البيت النبوي فيما لهم وعليهم؛ لأن الحجة للخطاب لا للسبب كما هو مقرر في مظانه من أصول الفقه، مع ما جاء مما يؤيد هذا المعنى من الأخبار الواردة في شيعة أهل البيت علهم السلام، وأنهم لا يفارقونهم، بل هم كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه عن ربه تبارك وتعالى فيما أخرجه الحافظ الثقة الذي صحح المجيب روايته، ورفض فيه أقوال أئمته: أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي (1) رحمه الله، عن أمير المؤمنين، الإمام الولي زيد بن علي، عن أبيه زين العابدين (2) ، عن أبيه السبط الحسين، عن أبيه أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «قال لي ربي ليلة أسري بي: من خلفت على أمتك يا محمد؟ قال: قلت: أنت أعلم يا رب، قال: يا محمد، إني انتجبتك برسالتي واصطفيتك لنفسي، فأنت نبيي وخيرتي من خلقي، ثم الصديق الأكبر الطاهر المطهر الذي خلقته من طينتك، وجعلته وزيرك وأبا سبطيك السيدين الشهيدين الطاهرين المطهرين سيدي شباب أهل الجنة، وزوجته سيدة(3) نساء العالمين، أنت شجرة وعلي أغصانها، وفاطمة ورقها، والحسن والحسين ثمارها(خلقتكم من طينة عليين) (4) وخلقت شيعتكم منكم، إنهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلا حبا، قلت: يا رب ومن الصديق الأكبر؟ قال: أخوك علي بن أبي طالب»(1) .
قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: بشرني بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وابني الحسن والحسين وذلك قبل الهجرة بثلاثة أحوال.
وأخرج الإمام الناطق بالحق أبو طالب(2) عليه السلام في أماليه بإسناده عن الإمام النفس الرضية(3) إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين (أنه سمع رجلا يقول يوم باخمرا وقد ضرب رجلا من المسودة وقال: خذها إليك وأنا الغلام الحداد، فالتفت إليه إبراهيم بن عبد الله عليه السلام فقال: لا تقل وأنا الغلام الحداد، وقل أنا الغلام العلوي؛ لأن نبي الله إبراهيم صلوات الله عليه يقول: فمن تبعني فإنه مني فأنتم منا ونحن منكم، لكم مالنا وعليكم ما علينا) (4).
পৃষ্ঠা ৩১