يا ولاة الدين ظلما بيننا ... صمتكم في الدين عن هذا المقال ولقد أفضى الأمر وتعدى إلى الخوض في محاريب مساجد هذه البلدة المحروسة المعمورة بالعلماء الأخيار، والأئمة الأبرار سلفا عن خلف، شككوا على العوام وألقوا إليهم أن هذه المساجد محاريبها إلى غير القبلة ليوهموهم أن صلاتهم باطلة! وأنهم ليس لهم معرفة في جهة القبلة، فضلا عن غيرها!! قاتلهم الله أنى يؤفكون. أما علموا أن في هذه القضية اختلالا في الدين، وتضليلا لآبائهم وأجدادهم الماضين! وتخطئة لمن سلف من الأئمة المهتدين! فإن هؤلاء الأحداث الذين نشأوا في هذه البلدة وزعموا إحياءهم للسنة كان آباؤهم وأجدادهم على هذا المذهب الذي أنكروه، وصلاتهم إلى هذه المحاريب المنصوبة حتى فارقوا الدنيا، منهم والد (1) هذا المجيب ومذهبه وفضله مشهور غير منكور، ولهذا كان يظهر التباعد عنه والنفور، وعموا عما في أيديهم مما أخرجه الطبراني (2) عن وبرة بن عيسى الخزاعي من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر عند بناء جامع صنعاء أن يوجه محرابه إلى يمنة جبل يقال له (ضين)(3) فعلم صحة توجهنا إلى القبلة، وسائر محاريب المساجد لم توضع إلا بآراء واجتماع وأغلب واضعيها أئمة هداة.
পৃষ্ঠা ২৮