قصروا الحق على مذهبهم ... إن ذا المذهب لم يظهر لي فعرفت أن هذا من مسائل الفروع التي بابها رحيب، وكل مجتهد فيها مصيب، وقصة مالك بن أنس الأصبحي مع المنصور أبي الدوانيق (1) مشهورة ، حيث أراد أن يحمل الناس على موطأه فقال: دع الناس ينظرون لأنفسهم، وأباه. وهكذا غيره من العلماء الأعلام، في كل سلف وخلف لم يؤثر عن أحد منهم -مع بلوغهم في هذا الفن أعلى درجات الكمال- أنه دعا أحدا من الجهال إلى تقليده فيما يختاره من الأقوال، فانظر من سلفك الذين تقتدي بهم من أهل مذهبك!!. نعم، القائل بنسخ رفع الأيدي عموما هو الإمام نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم صلوات الله عليه، وقد عرف محله في العلم والزهد، والورع والتقشف العام والخاص، وسيرته وأحواله وأقواله معروفة عند أهل العلم من شيعة أهل البيت وغيرهم، إلا أن تجهلها أنت وحدك فغير بعيد كما جهلت أنساب العترة النبوية، وهو الذي يقول فيه القائل:
ولو أنه نادى المنادي بمكة ... جهارا لمن ضمت عليه المواسم
পৃষ্ঠা ২৫