নাৎসি জার্মানি: আধুনিক ইউরোপীয় ইতিহাসের একটি অধ্যয়ন (১৯৩৯-১৯৪৫)
ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)
জনগুলি
وكان مما زاد في حزن المرأة الألمانية التي فقدت ولدها أو زوجها أنها كانت ترى عددا كبيرا من الشبان الأقوياء والرجال الصالحين للخدمة العسكرية ينعمون بالوظائف التي أغدقها عليهم الحزب النازي في داخل البلاد عند انخراطهم في سلك «الشباب الهتلري» أو «جبهة العمل» أو غير ذلك من الهيئات والمنظمات النازية، وذلك عدا العدد العظيم من جنود الهجوم والحرس الأسود ورجال الجستابو الذين انتشروا في أرجاء البلاد بحجة الإشراف على الجبهة الداخلية، واعتمدت الحكومة عليهم في دعم نفوذها والقضاء على أية بادرة من بوادر التمرد والعصيان في الريخ الألماني.
وقصة تلك القوات التي كانت تتألف منها شراذم الهجوم ووحدات الحرس الأسود وهيئة الجستابو عجيبة حقا؛ إذ إن توزيع هذه القوات عند بداية الحرب حدث على نحو يضمن قبل أي شيء آخر تحقيق مآرب الزعماء النازيين، في ضرورة السهر على استتباب الأمر للحكومة ودعم أركان النظام القائم عن طريق مراقبة القوات المحاربة في خطوط القتال الأمامية، فضلا عن مراقبة الأهلين في داخل الريخ نفسه. وبيان ذلك أن الهر هتلر أسرع عقب نشوب الحرب إلى تقسيم الحرس الأسود
S. S.
فريقين: فريق عهد إليه الإشراف والمراقبة على خطوط القتال في وحدات صغيرة تنبث بين الجنود في الجبهات المختلفة في الميدان الروسي خاصة، وفريق استبقي في داخل البلاد نفسها لتأييد سلطان الحزب النازي، وكانت مهمة الفريق الأول مراقبة الجنود المقاتلة ومنع انتشار روح التذمر بينهم والحيلولة دون حدوث أية حركة قد يقوم بها الجيش المحارب من أجل التقهقر أو الانسحاب مهما اشتدت ضربات العدو وعظمت خسائر الجيش، وكان يطلق على هذا الفريق اسم «زملاء المحاربين
Waffen-S. S. » وكان عددهم حوالي 350000، أما الفريق الثاني: فقد بلغ عدد رجاله 250000، وكان هتلر قد سمح لوحدات من الحرس الأسود أن تشترك في القتال في بداية الحرب عندما بدأ النصر يبدو سهلا رخيصا، كما اشترك الحرس الأسود في القتال عندما بدأ الزحف على روسيا، غير أنه بعد أن تبين للزعيم أن الحملة الروسية لن تنقضي قبل الشتاء التالي «1941-1942»، أسرع في استدعاء هذه الوحدات المقاتلة وجعل عملها مقصورا على مناوشة العصابات الروسية في المؤخرة. وبعد ديسمبر 1941 اختص الحرس الأسود بأعمال الإرهاب خلف الخطوط الأمامية ، فأصبحت مهمتهم أن ينقلوا الفلاحين الروس والنساء والأطفال من قرية إلى أخرى ومن مكان إلى آخر، وتسليط سوط العذاب على أبدانهم جميعا.
ومنذ ديسمبر سنة 1941 تألفت كذلك من الحرس الأسود وحدات اتخذت مكانها في مؤخرة الجيش الألماني المحارب، وكانت مهمتها السهر على منع حوادث التمرد والعصيان في صفوف المقاتلين في الخطوط الأمامية، ومنع هؤلاء المقاتلين من التقهقر بشتى الوسائل، وفضلا عن ذلك فقد عهد هتلر بمهمة مراقبة وحدات الجيش في خطوط القتال الأمامية إلى جماعات من شراذم الهجوم
S. A.
ورجال الجستابو.
وبلغ عدد الرجال الذين كانت تتألف منهم شراذم الهجوم حسب إحصاء أدلى به «لوتز
Lutze » رئيس أركان حرب هذه الشراذم إلى جريدة سويدية في مايو 1942 حوالي مليون وأربعمائة ألف جندي، كان عدد الموجود منهم فعلا في خطوط القتال «989000» بينما ظل أكثر من أربعمائة ألف منتشرين في أنحاء الريخ لتوطيد دعائم الحكم النازي ومراقبة الجبهة الداخلية، وكان عدد الجستابو في تلك الآونة حوالي أربعمائة ألف وجد منهم في داخل ألمانيا ذاتها حوالي ربع مليون، بينما انتشر الباقون في أنحاء أوروبا المحتلة.
অজানা পৃষ্ঠা