الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية
الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية
প্রকাশক
دار القلم
সংস্করণ
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م
প্রকাশনার স্থান
بيروت - لبنان
জনগুলি
يا ذرية يعقوب اذكروا نعمي الكثيرة عليكم (١)، واشكروا لي، وأتموا وصيتي لكم: بأن تؤمنوا بكتبي ورسلي جميعًا، وتعملوا بشرائعي، فإن فعلتم ذلك أُتمم لكم ما وعدتكم به من الرحمة في الدنيا، والنجاة في الآخرة، وإيَّايَ -وحدي- فخافوني، واحذروا نقمتي إن نقضتم العهد، وكفرتم بي.
قوله تعالى: ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ [البقرة: ٤٠]، "أي يا أولاد إسرائيل" (٢).
قال ابن عباس: ": يا أهل الكتاب، للأحبار من يهود" (٣).
قال البغوي: " يا أولاد يعقوب" (٤).
والأصل في ﴿بني﴾، أن تكون للذكور، لكن إذا كانت لقبيلة، أو لأمة شملت الذكور، والإناث، كقوله تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ﴾ [الأعراف: ٢٦] " (٥).
وقوله ﴿إِسْرَائِيلَ﴾، يقصد به: يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ﵈ إذ كان يدعى (إسرائيل) (٦).
وذكر أهل التفسير في اشتقاق كلمة (إِسْرَائِيلَ)، وجوها (٧):
أحدها: أنه مركب من (إسرا) وهو العبد في اللغة العبرانية، و(إيل) اسم من أسماء الله تعالى، فكأنه عبد الله.
والثاني: أن معنى (إسرا) صفوة، و(إيل) الله تعالى، ومعناه صفوة الله.
وفيه وجوه أخرى ذكرها أبو حيان في البحر، وقال بعدها: "وهذه أقاويل ضعاف" (٨).
قال الواحدي: "والأصح عند أهل اللغة: أنه أعجمي لا اشتقاق له" (٩).
أخرج الطبري عن ابن عباس، " أن إسرائيل كقولك: عبد الله" (١٠).
وأخرج أيضا بسنده "عن عبد الله بن الحارث، قال: (إيل)، الله بالعبرانية" (١١).
واختلفت القراءة في قوله تعالى ﴿إِسْرائِيلَ﴾ [البقرة: ٤٠]، على وجوه (١٢):
أحدها: ﴿إسراييل﴾، بقلب الهمزة ياء. روي عن نافع والحسن والزهري وابن أبي إسحاق.
والثاني: ﴿إسرائل﴾، بحذف الياء.
والثالث: ﴿إسرال﴾، بحذف الهمزة والياء.
وقال ابن عباس: "حضرت عصابة من اليهود نبي الله- ﷺ، فقال لهم: هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب؟ فقالوا: اللهم نعم، قال النبي ﷺ: أشهد عليهم" (١٣).
واختلف في المخاطب في قوله تعالى: ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ [البقرة: ٤٠]، على وجهين (١٤):
أحدهما: أن المخاطب من بني إسرائيل بهذا الخطاب هم المؤمنون بمحمد ﷺ، لأن الكافر لا نعمة لله عليه. قاله مكي (١٥).
(١) قال الإمام الطبري: "ونعمته التي أنعم بها على بني إسرائيل جلّ ذكره، اصطفاؤه منهم الرسلَ، وإنزاله عليهم الكتب، واستنقاذُه إياهم مما كانوا فيه من البلاء والضَّرَّاء من فرعون وقومه، إلى التمكين لهم في الأرض، وتفجير عيون الماء من الحجر، وإطعام المنّ والسلوى. فأمر جل ثناؤه أعقابهم أن يكون ما سلَف منه إلى آبائهم على ذُكْر، وأن لا ينسوا صنيعه إلى أسلافهم وآبائهم، فيحلّ بهم من النقم ما أحلّ بمن نسي نعمَه عنده منهم وكفرها، وجحد صنائعه عنده" (انظر تفسيره: ١/ ٥٥٥).
(٢) تفسير ابن عثيمين: ١/ ١٤٢.
(٣) تفسير الطبري (٨٠٠): ص ١/ ٥٥٥.
(٤) تفسير البغوي: ١/ ٨٦.
(٥) تفسير ابن عثيمين: ١/ ١٤٢.
(٦) انظر: تفسير الطبري: ١/ ٥٥٣. وتنفسير القرطبي: ١/ ٣٣٠، والمحرر الوجيز: ١/ ١٨٥.
(٧) انظر: تفسير الطبري: ١/ ٥٥٣. وتنفسير القرطبي: ١/ ٣٣٠، والمحرر الوجيز: ١/ ١٨٥، وتفسير الثعلبي: ١/ ١٨٥، والتعريف والأعلام للسهيلي: ٢٠.
(٨) البحر المحيط: ١/ ١٤٤.
(٩) التفسير البسيط: ٢/ ٤٦٢.
(١٠) تفسير الطبري (٧٩٨): ص ١/ ٥٥٢.
(١١) تفسير الطبري (٧٩٩): ص ١/ ٥٥٢.
(١٢) المحرر الوجيز: ١/ ١٣٣، وتفسير البيضاوي: ١/ ٧٥.
(١٣) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٣٣): ص ١/ ٩٤.
(١٤) أنظر: المحرر الوجيز: ١/ ١٣٣.
(١٥) نقلا عن: المحرر الوجيز: ١/ ١٣٣.
2 / 210