201

غزوة بئر معونة ثم كانت غزوة بئر معونة وهو ماء لبني عامر بن صعصة، وقيل: لبني سليم، وذلك في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا، وسبببها أن أبا براء عامر بن مالك ملاعب الأسنة، قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فعرض عليه الإسلام فلم يسلم ولم يبعد، وقال: يا محمد، إني أرى أمرك هذا حسنا، فلو بعثت معي نفرا من أصحابك إلى قومي لرجوت أن يجيبوا دعوتك، فقال - صلى الله عليه وآله وسلم-: ((إني أخاف عليهم أهل نجد)) قال عامر: لا تخف عليهم فأنا جار لهم، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- سبعين أو ثمانين رجلا من أصحابه، يقال لهم: القراء، حتى بلغوا بئر معونة، فقدموا أمامهم خراب ابن ملحان الأنصاري بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- إلى عامر بن الطفيل ورجال من أصحابه فلم يقرأوا الكتاب ووثب إليه رجل منهم فقتله، واستصرخ عليه قومه فأبوا عليه لمكان أبي براء، وقالوا: لا نخلي جواره، فاستصرخ عليهم رعلا وعصية من قبائل بني سليم فنفروا معه إلى القراء (فقاتلوهم حتى قتلوهم عن أخرهم)(1) إلا عمرو بن أمية الضمري فجر عامر ناصيته عليه، قيل: أعتقه عن أمه، ودعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم على من قتلهم ولعنهم في قنوت الصلاة شهرا، وقدم عمرو بن أمية الضمري فلقي رجلين من بني عامر منصرفين من عند رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- وقد كساهما وأمنهما، فقتلهما عمرو ولم يشعر، فوداهما رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-.

পৃষ্ঠা ২০৩