139

فلما رأت قريش أن أصحاب محمد قد نزلوا بلدا أصابوا به أمنا وقرارا، وأن النجاشي قد منع من لجئ إليه منهم،وأن رسلهم الذين أرسلوهم إلى النجاشي في ردهم لم يجدوا شيئا، اجتمعوا واشتور(1) أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بني هاشم، وبني المطلب على أن لا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم، ولا يبتاعوا منهم شيئا، ولا يبتاعوا منهم وتعاهدوا على ذلك، وكتبوا صحيفة وعلقوها في جوف الكعبة توكيدا على أنفسهم، وكان كاتب الصحيفة منصور بن عكرمة من بني عبد الدار، وقيل غيره، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فشل بعض أصابعه، فلما فعلت ذلك قريش انحازت بنو هاشم، وبنو المطلب إلى أبي طالب، فدخلوا معه في شعبه، وخرج من بني هاشم أبو لهب(2) عبد العزى بن عبد المطلب فظاهر قريشا، فأقاموا على ذلك سنتين أو ثلاثا حتى جهدوا ألا يصل إليهم شيء إلا سرا مستخفيا به من أراد صلتهم من قريش، وكان حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي تأتيه العير تحمل الحنطة من (الشام) فينقلها الشعب ثم يضرب أعجازها فتدخل عليهم فيأخذوا ما عليها من الحنطة.

قال في (الإمتاع): وهاجر المسلمون ثانيا إلى أرض (الحبشة) وعدتهم ثلاثة وثمانون رجلا، وكان عمار بن ياسر (رضي الله عنه) منهم، وثمانية عشر امرأة.

পৃষ্ঠা ১৩৭