138

أصطبر يا بني فالصبر خير .... كل حي مصيره بشعوب

قد بلوناك والبلاء شديد .... لفداء(1) الحبيب وابن الحبيب

لفداء الأغر والحسب الث .... اقب والباع والأمين(2) النجيب

إن تصبك المنون فالنبل تترى .... فمصيب منها وغير مصيب

كل حي وإن تملى بعيش .... آخذ من سهامها بنصيب

انتهى، وقوله فقال أبو لهب لشد ما سحركم إلى آخره فيه نظر؛ لأن أبا لهب لم يكن معهم في الشعب، ولعل هذا القول كان في قصة أخرى والله أعلم.

فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يصيب أصحابه من البلاء، وما هو فيه من العافية لمكانه من الله ومن عمه أبي طالب، قال لهم: ((لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا)).

قال في (الإمتاع): فخرج عثمان بن عفان وتبعه فكان عدتهم أحد عشر رجلا وأربع نسوة، سنة خمس من المبعث، وهي السنة الثانية من إظهار الدعوة، فأقاموا شهر شعبان ورمضان، وبلغهم أن قريشا أسلمت فعاد منهم قوم وتخلف قوم، فلما قرب الذين قدموا إلى (مكة) بلغهم(3) أن ذلك كذب، فدخلوا (مكة) في شوال سنة خمس من النبوة، وما منهم من أحد إلا بجوار أومستخفيا، ثم خرج حمزة وجماعات بلغ عددهم بمن خرج أولا اثنين وثمانين. انتهى، فأواهم أصحمة النجاشي وأكرمهم.

পৃষ্ঠা ১৩৬