7 -
36 -
ومتى أخذ كلي وقرن به أمور متقابلة تحمل على ذلك الكلي حملا غير مطلق، ووضع بين كل اثنين منها حرف إما، مثل قولنا الحيوان إما مشاء وإما لا مشاء، فإن هذا الفعل يسمى قسمة. والمقسوم هو الكلي المأخوذ أولا، والمحمولات المتقابلة المقرونة بالكلي تسمى الأمور القاسمة. ومن بعد أن يفعل هذا الفعل متى نزع عنها حرف إما وأخذ الكلي مقرونا بواحد واحد من المتقابلات وافرد كل واحد من تلك المقترنات على حياله، فإن تلك الأمور تسمى الحادثة عن القسمة والتي إليه يقسم الكلي. مثال ذلك الحيوان وهو كلي، فمتى قرنا به مشاء ولا مشاء وهما متقابلان، وقرنا به حرف إما فقلنا الحيوان إما مشاء وإما لا مشاء، ثم بعد ذلك أسقطنا حرف إما وأخذنا الحيوان مقرونا بالمشاء وأفردناه على حياله وهو الحيوان المشاء وقرنا أيضا الحيوان بلا مشاء وأفردناه على حياله فصار حيوانا لا مشاء، فإن الحيوان هو كلي ومشاء ولا مشاء هي الأمور القاسمة. وفعلنا بالحيوان هذا الفعل يسمى قسمة الحيوان، والحيوان المشاء والحيوان اللامشاء هي الأمور الحادثة عن قسمة الحيوان، وهي التي إليها يقسم الحيوان بالمشاء واللامشاء، وهي تسمى أيضا الأمور القسيمة، فإن الحيوان المشاء هو قسيم الحيوان اللامشاء. وقد يستعمل في القسمة بدل إما حرف منه. مثال ذلك الحيوان منه مشاء ومنه غير مشاء. فمتى استعمل في القسمة حرف منه فإن القسمة تخص باسم التبعيض، وكذلك قولنا من الحيوان ما هو مشاء ومنه ما ليس هو مشاء.
37 -
والمقسوم قد يكون جنسا وقد يكون نوعا
وقد يكون كليا آخر إما خاصة أو غيرها
وأما الأمور القاسمة فإنها إنما تكون أبدا كل ما أمكن أن يحمل على الكلي المقسوم حملا غير مطلق. ومتى كان المقسوم جنسا فإنه قد يقسم بالفصول الذاتية المقومة لواحد واحد من أنواع ذلك الجنس. مثال ذلك الحيوان، فإنه جنس الإنسان والفرس، والفصول القاسمة له - وهي المقومة لهذين النوعين - هما الناطق والصهال، والحيوان يقسم بهما، فيقال الحيوان إما ناطق وإما صهال، أو منه ناطق ومنه صهال. ومتى أخذنا الجنس، وقرنا به الفصول التي قسمته، وأسقطنا منه حرف القسمة، وأفردنا مقترن الجنس والفصول كل واحد على حياله، فإن الحادث عن قسمة الجنس بالفصول الذاتية هي الأنواع. مثال ذلك الحيوان الناطق والحيوان الصهال، فإن الحيوان الناطق نوع والحيوان الصهال نوع. والأنواع كما قد قلنا ربما لم يكن لبعضها اسم مفرد، فيؤخذ مجموع جنسه وفصله فيقام مقام الإسم المفرد، فتكون الفصول التي تقوم أنواعها هي بأعيانها تقسم جنسها إلى تلك الأنواع. والفصول التي تقسم جنسا ما إلى أنواع هي بأعيانها تقوم الأنواع التي إليها قسم الجنس. والأنواع الحادثة عن قسمة جنس بفصول متقابلة المتقومة عن تلك المتقابلة التي قسمة الجنس تسمى الأنواع القسيمة. ومتى قسمنا جنسا إلى أنواع وكان تحت كل واحد من تلك الأنواع أنواع أخر، فإن تلك قد يمكننا أن نقسم كل واحد منها إلى الأنواع التي تحته، فيحدث من قسمة كل واحد منها أنواع أخر. وكذلك قد لا يمتنع أن نقسم تلك الأخر إلى أنواع أخر، حتى ننتهي إلى الأنواع الأخيرة. وعلى هذا المثال لفننزل أنا أخذنا الكلي الأول الجنس العالي، فإنا إذا قسمناه هذه القسمة حدثت أنواع قريبة منه، وكذلك نقسم كل واحد منها إلى أنواع أخر، وكل واحد من تلك الأخر إلى ما تحتها، ثم نتمادى كذلك إلى أن ننتهي إلى الأنواع الأخيرة. وظاهر أنا كلما انحدرنا بالقسمة حدثت أنواع أكثر عددا من التي قسمناها.
পৃষ্ঠা ১৭