417

أوليس ذلك موجبا لأن يتوقف الباحث المنصف في أحاديث النهي، ولايعارض بها أحاديث الأمر بالتدوين ، كما ارتكب رشيد رضا ؟!

2 ماتوصل اليه رشيد رضا من تتبعه لآراء(كبارالصحابة)في تدوين السنة وأنهم(لم يريدوا أن يجعلوا الأحاديث كلها دينا عاما دائما كالقرآن) هو وصف دقيق لحالة الشيخين وتحيرهما وتصرفاتهما المتضاربة تجاه سنة النبي(ص) !

فقد أرادا أن يكون (بعض)سنة النبي(ص) دينا كالقرآن وليس(كلها)! ولكنهما لم يجرؤا على إعلان ذلك خوفا من أن يقرأ عليهما بعض الصحابة: ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)؟! ألم يقل لكم الله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب) . (الحشر:7) ؟!!

نعم ، إنه لا تفسير لمواجهتما للنبي(ص) لمنعه من كتابة وصيته ، ثم منعهما من تدوين سنته ، ثم مصادرتهما حرية الصحابة في تحديث الأمة عن نبيها (ص) ، ثم تحديثهما هما عن النبي(ص) .. الخ . إلا أنهما أرادا اختيار هذا (البعض) الذي يصلح أن يكون جزءا من الدين ، واستبعاد ذلك (البعض) الذي لايصلح !! وقد صرح بنحو ذلك عمر فقال للصحابة الذين حبسهم بجرم التحديث: (أقيموا عندي ، لاوالله لاتفارقوني ما عشت ! فنحن أعلم نأخذ ونرد عليكم) . (كنز العمال:19/285) !

نعم إن الذي أفصح عنه رشيد رضا هو لب المسألة ، وهو تحديد دائرة الدين وجعل هذا الشئ جزء منه أو خارجا عنه !

لكن الذي يملك هذا الحق في اعتقادنا نحن أتباع أهل البيت الطاهرين(ع) هو فقط رسول الله محمد بن عبدالله(ص) ! لا عمر ، ولا علي ، ولا كل الصحابة ، ولا كل أهل الأرض أجمعين أكتعين !

পৃষ্ঠা ৪১৯