واحتج بحديث أبي هريرة أن النبي(ص)كان يجهر بالتسمية ولما صلى معاوية بالمدينة ولم يجهر بالتسمية أنكروا عليه وقالوا أسرقت من الصلاة أين التسمية ؟! فدل أن الجهر بها كان معروفا عندهم .
ولنا حديث عبد الله بن المغفل عنه أنه سمع ابنه يجهر بالتسمية في الصلاة فنهاه عن ذلك فقال يا بني إياك والحدث في الاسلام فإني صليت خلف رسول الله (ص) وخلف أبي بكر وعمر فكانوا لايجهرون بالتسمية . وهكذا روي عن أنس ) .
وقال النووي في المجموع:3/332 : (ويجب أن يبتدئها ببسم الله الرحمن الرحيم فإنها آية منها ، والدليل عليه ما روته أم سلمة أن النبي (ص) قرأ بسم الله الرحمن الرحيم فعدها آية ، ولأن الصحابة أثبتوها فيما جمعوا من القرآن ، فدل على أنها آية منها ، فإن كان في صلاة يجهر فيها جهر بها كما يجهر بسائر الفاتحة ، لما روى ابن عباس أن النبي (ص)جهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، ولأنها تقرأ على أنها آية من القرآن ، بدليل أنها تقرأ بعد التعوذ ، فكان سنتها الجهر كسائر الفاتحة ). انتهى.
- -
فهل رأيت منطق هؤلاء المساكين ، العاملين في إنتاج الفقه التبريري للحكام ، ومحاولاتهم البائسة في الإستدلال والتفسير؟!
فالبسملة عندهم ليست من القرآن ، ومن ينكر أنها آية من القرآن مسلم تام الإسلام !
والبسملة قرآن حكما ! وظنا لا قطعا ! فمن أثبت قرآنيتها بنحو قطعي فهو كافر إذا كان من العلماء ! ومن العوام فيه اختلاف !!
وقراءتها في الصلاة مكروهة سرا وجهرا ، بل يجوز قراءتها سرا ويكره الجهر بها ، بل يستحب الجهر بها ! بل الأحوط عدم قراءتها !
إلى آخر فتاواهم المتضاربة المتناقضة !!
ومنشأ مصيبتهم: أن البسملة موجودة فعلا في القرآن وهذا يحتاج إلى تفسير!
وفيها أحاديث صحيحة أنها آية ، وأحاديث صحيحة أنها ليست آية !
পৃষ্ঠা ৩১৭