47

The Majmu Al-Fatawa of Ibn Taymiyyah

المجموعة العلية من كتب ورسائل وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية

সম্পাদক

هشام بن اسماعيل بن علي الصيني

প্রকাশক

دار ابن الجوزي

সংস্করণ

الأولى

প্রকাশনার বছর

১৪২২ AH

প্রকাশনার স্থান

المملكة العربية السعودية

وإذا شهد مع ذلك فوت الأجر بالانتقام والاستيفاء سهل عليه الصبر والعفو.

الرابع: أن يشهد أنه إذا عفى وأحسن أورثه ذلك من سلامة القلب لإخوانه، ونقائه من الغش والغلّ وطلب الانتقام وإرادة الشر، وحصل له من حلاوة العفو ما يزيد لذته ومنفعته عاجلاً وآجلاً على المنفعة الحاصلة له بالانتقام أضعافاً مضاعفةً ويدخل في قوله تعالى/: ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: ١٣٤ و١٤٨ والمائدة: ٩٣] فيصير محبوباً لله، ويصير حاله حال من أخذ عليه درهم فعوض عليه الوفاء من الدنانير، فحينئذ يفرح بما منَّ الله عليه أعظم فرحاً يكون.

الرابع: أن العفو سبب لسلامة القلب.

[٥ق/أ]

الخامس: أن يعلم أنه ما انتقم أحد قط لنفسه إلا أورثه ذلك ذلاً يجده في نفسه، فإذا عفى أعزّه الله تعالى، وهذا مما أخبر به الصادق المصدوق حيث يقول: (ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا)(١) فالعزّ الحاصل بالعفو أحبّ إليه وأنفع له من العز الحاصل له بالانتقام، فإن هذا عزّ في الظاهر، وهو يورث في الباطن ذلاً، والعفو عزٌ في الباطن، وهو يورث العزّ باطناً وظاهراً.

الخامس: الانتقاء للنفس سبب لذلها.

السادس: وهي من أعظم الفوائد، أن يشهد أن الجزاء من جنس العمل، وأنه نفسه ظالم مذنب، وأن من عفى عن الناس، عفى الله عنه، ومن غفر لهم، غفر الله له، فإذا شهد أن عفوه عنهم وصفحه وإحسانه مع إساءتهم إليه سبب لأن يجزيه الله كذلك من جنس عمله، فيعفو عنه ويصفح، ويحسن إليه على ذنوبه، ويسهل عليه عفوه وصبره، ويكفي العاقل هذه الفائدة.

السادس: أن يشهد أن الجزاء من جنس العمل فمن عفى عن أخيه عفى الله عنه.

(١) أخرجه مسلم في الصحيح (٢٠٠١/٤) برقم (٢٥٨٨).

47