The Majmu Al-Fatawa of Ibn Taymiyyah
المجموعة العلية من كتب ورسائل وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية
তদারক
هشام بن اسماعيل بن علي الصيني
প্রকাশক
دار ابن الجوزي
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
১৪২২ AH
প্রকাশনার স্থান
المملكة العربية السعودية
জনগুলি
المَجْمُوعَةُ العَلِيَّةُ
مِنْ
كُتُبٍ وَرَسَائِل وَفَتَاوَى
شَيْخِ الإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ
(المَجْمُوعَةُ الأُولَى)
جَمْع وَتَحْقِيق
الدُّكْتُور: هِشَام بْن إِسْمَاعِيل بْن عَلِي الصِّينِيّ
جَامِعَةُ أُمِّ القُرَى - قِسْمُ العَقِيدَةِ
دَارُ ابْنِ الجَوْزِي
1
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
2
المجموعة العلمية
3
جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الأولى
محرم ١٤٢٢ هجري
حقوق الطبع محفوظة ©١٤٢١هـ لا يسمح بإعادة نشر هذا الكتاب أو أي جزء منه بأي شكل من الأشكال أو حفظه ونسخه في أي نظام ميكانيكي أو إلكتروني يمكن من استرجاع الكتاب أو ترجمته إلى أي لغة أخرى دون الحصول على إذن خطي مسبق من الناشر
دار ابن الجوزي
للنشر والتوزيع
المملكة العربية السعودية
الدمام - شارع ابن خلدون - ت: ٨٤٢٨١٤٦ - ٨٤٦٧٥٩٣ - ٨٤٦٧٥٨٩
ص.ب: ٢٩٨٢ - الرمز البريدي: ٣١٤٦١ - فاكس: ٨٤١٢١٠٠
الإحساء - الهفوف - شارع الجامعة - ت: ٥٨٨٣١٢٢
جدة: ت: ٦٥١٦٥٤٩
الرياض: ت: ٤٢٦٦٣٣٩
4
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله حمداً طيباً مباركاً فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم على منهاجهم إلى يوم الدين، أما بعد.
فإن الله تَعَالَى جعل على رأس كل مائة سنة مجدداً لهذه الأمة، يجدد ما اندرس من أمر دينها، فيردّ على أهل البدع بدعهم، ويزيل الغشاوة عن بصائر الحائرين، ويقيم الحجة على الخلق بالبلاغ المبين، وينصر سنة النبي الأمين، ويردّ على كل أفاك أثيم، ما اختلقه من شبهٍ وضلالات، يسميها حججاً وبراهين.
ومما لا شكّ فيه عند أهل السنة والجماعة - السلف الصالح؛ الذين هم أهل الحديث حقاً وصدقاً - أن شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحرَّاني (ت٧٢٨هـ) هو المجدد على رأس المائة السابعة.
فقد جدد لهذه الأمة ما اندرس وتغيّر من أمر دينها، فردّ على المتكلمين والفلاسفة وأفراخهما ما ابتدعوه من بدع وضلالات، وكسر شوكتهم، وأبان عوار منهجهم، وسوء فهمهم وقلة علمهم بالسنة ومعانيها، وردّ تخرصاتهم على القرآن، وتحريفهم لمعانيه، فأثار ذلك حنقهم عليه، فأجلبوا خيلهم ورجلهم، وألّبوا عليهم العامة والخاصّة، وبذلوا ما استطاعوا لسجنه بل قتله، وأشاعوا في الناس أكاذيب
5
وافتراءات عليه، علَّهم ينفضون عنه، فما تحصّل لهم من كيدهم إلا أذىَّ أصيب به، مصدقاً لقوله تعالى: ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى﴾ [آل عمران: ١١١]، ولأهل الأهواء نصيب من هذه الآية، لمشابهتهم الكفار في عدائهم لأهل الحق.
ونَصَرَهُ اللَّهُ على أمم من أعدائه من الفلاسفة والمتكلمين والصوفية والحلولية والمتعصبة وردّ كيدهم في نحرهم، وصدق وعده: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر: ٥١].
ومن نَصْرِ الله له انتشار مؤلفاته وفتاويه بين الناس، وإقبالهم على كتبه دراسة ونشراً وتدريساً واقتباساً لما رأوا فيها من علم محقق، وبيان واضح، ومنهج راسخ، مدللاً عليه بالكتاب والسنة، فطارت كتبه في الآفاق، وانتشرت بين العامة والخاصة على رغم أنف الكائدين، الذين حاولوا جمعها وحرقها، فبذلوا أموالهم في ذلك، وصدق الله: ﴿فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً﴾ [الأنفال: ٣٦].
وقد يسرّ الله لي بعض مجاميع مخطوطات كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، تحوي رسائل وفتاوى نُشرت من قبل، وأخرى لم تنشر.
وهذه الرسائل أو الفتاوى غالبها مما سُئل عنه بمصر، ففي سنة (٧٠٥هـ) طلب سلطانُ مصر شيخَ الإسلام لمسائل شُنّعت عليه، فسافر تَخْلَتُ إلى مصر وعُقدت له مجالس كثيرة، فُصّل أمرها فيما كتب في سيرته، وقد سُئل أيام بقائه في مصر عن مسائل كثيرة، جمع بعضها بعض محبي الشيخ فبلغت قرابة ثلاثين مجلداً(١).
وهذا المجموع الذي بين يدي القاريء يشمل عدداً من المسائل التي سُئل عنها بمصر، إذ كتب جامعها في بداية كل مسألة (مسألة مصرية) ليُبيّن أنها مما سُئل عنه الشيخ وهو بمصر، والترتيب الزمني
(١) انظر ص٩.
6
لمؤلفات أي إمام له أهميته التي لا تخفى على ذوي النهى.
ولا شك أن الاهتمام بنشر ما لم يُنشر من كتب ابن تيمية له فوائد عظيمة، إذ سيجد القاريء من العلم المحقق ما لا يجده فيما نُشر من قبل.
ولذلك بدأت بجمع ما استطعت من كتب ابن تيمية المخطوطة التي لم تنشر من قبل، لتحقيقها وإخراجها للناس.
وهذه المجموعة الأولى من كتب ورسائل شيخ الإسلام ابن تيمية - التي لم تُطبع من قبل وسميتها بـ (المجموعة العليّة من كتب ورسائل وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيميَّة) أسأل الله ربمات الإخلاص في القول والعمل، وأن يبارك فيها، وينفع بها مؤلفها وجامعها وقارئها وناشرها.
مصنفات ابن تيمية :
لم يدَّع أحد من أهل العلم أنه استطاع أن يحصر مصنفات ابن تيمية لَّهُ بلَ أشار تلاميذه إلى كثرتها وصعوبة حصرها.
وقد ذكر بعضهم أن مصنفاته قد تبلغ خمسمائة مجلدة(١) وقيل بلغت ثلاثمائة مجلدة(٢) وقيل مائتي مجلدة(٣).
(١) ذكر ذلك صلاح الدين المنجد فيما جمعه في سيرة ابن تيمية (ص ٦٣) تحت الترجمة التي أوردها ابن شاكر عن ابن تيمية في كتابه فوات الوفيات! وفي نهاية هذه الترجمة ذكر المترجم أنها مما نُقل من ترجمة ابن تيمية من كتاب «تذكرة الحفاظ)) لابن عبد الهادي؟ وابن عبد الهادي نقل هذا العدد عن الذهبي، وذكره أيضاً بنفس النص طاش كبري زاده في أبجد العلوم (١٣١/٣) ولم يعزو النص إلى الذهبي! ونقل نفس النص ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة (٣٩١/٢) وعزاه للذهبي في تاريخه الكبير لكن لم يذكر النص كاملاً، والله أعلم.
(٢) ذكر ذلك الذهبي في تذكرة الحفاظ (٤/ ١٤٩٧).
(٣) ذكر ذلك الذهبي في ذيل العبر (ص١٥٨).
7
وذكر الذهبي (١) أن ابن تيمية كان يصنف في اليوم والليلة أربع كراريس أو أزيد!
وأشار الصفدي (٢) إلى تعذر حصر مصنفاته بقوله: «ومن ذا الذي يأتي على مجموعها، ولله [درّ] القائل:
إن في الموج للغريق لعذراً وأضحى أن يفوته تعداده
ثم ذكر الصفدي له: (١٦٨) مصنفاً، ونقلها عنه الكتبي في فوات الوفيات (١/ ٧٥).
وأشار ابن رجب (٣) أيضاً إلى كثرة مصنفاته بقوله: «قد جاوزت حدّ الكثرة، فلا يمكن أحد حصرها، ولا يتسع هذا المكان لعدّ المعروف منها ولا ذكرها، ولنذكر نبذة من أسماء أعيان المصنفات الكبار ... ». ثم ذكر ثلاثاً وثلاثين (٣٣) مصنفاً.
وذكر أبو عبد الله ابن رُشيق عدداً من مصنفات ابن تيمية بلغت (٣٤٠) مصنفاً (٤).
وذكر ابن عبد الهادي في العقود الدرية (ص٢٦ - ٦٧) من مصنفات ابن تيمية قرابة (٣٦٢) مصنفاً، وذكر أثناء ذلك أنه له رسائل وفتاوى كثيرة مختلفة لا تُحصر، وله مسودات كثيرة لم تبيّض، وله
(١) نقله عنه ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة (٣٩١/٢).
(٢) الوافي بالوفيات (٢٣/٧).
(٣) ذيل طبقات الحنابلة (٤٠٣/٢).
(٤) طبعت في رسالة مفردة باسم (أسماء مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية) بتحقيق د. صلاح الدين المنجد، ونسبها لابن القيم، مع ملاحظة أن عدد ما ذكر من المصنفات هو (٣٤١) لكن تكرر اسم مصنف منها برقمي (١٠٨ و١٠٩) وطبعت طبعة أخرى ضمن الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية (ص٢٢٠) مع اختلاف في عدد وأسماء المؤلفات.
8
الفتاوي المصرية في (٣٠) مجلدة (١) ، وهذا كله يدل على أنها قد تصل إلى خمسمائة مجلدة أو أكثر. ومما قاله تَخْدِمَتُهُ: (( ... وله من الأجوبة والقواعد شيء كثير غير ما تقدم ذكره، يشق ضبطه وإحصاؤه، ويعسر حصره واستقصاؤه)).
ثم ذكر كَثْرَتُهُ نيته في ضبط أسماء كتبه، فقال: ((وسأجتهد إن شاء الله تعالى في ضبط ما يمكنني من ضبط مؤلفاته، في موضع آخر غير هذا وأبين ما صنفه منها بمصر، وما ألفه منها بدمشق، وما جمعه وهو في السجن، وأرتبه ترتيباً حسناً غير هذا الترتيب بعون الله تعالى وقوته ومشيئته))(٢).
ولا أدري هل فعل ذلك أم لا؟
ولتعذر حصر مؤلفات ابن تيمية أسباب أشار إليها ابن عبد الهادي فيما نقله عن بعض تلاميذ ابن تيمية بقوله: ((قال الشيخ أبو عبد الله (٣) لو أراد الشيخ تقي الدين كَتْبُهُ أو غيره حصرها - يعني مؤلفات الشيخ - لما قدروا :
١ - لأنه ما زال يكتب وقد منَّ الله عليه بسرعة الكتابة، ويكتب من حفظه من غير نقل، وأخبرني غير واحد أنه كتب مجلداً لطيفاً في يوم، وكتب غير مرّة أربعين ورقة في جلسة وأكثر، وأحصيت ما كتبه وبيضه في يوم فكان ثمان كراريس في مسألة من أشكل المسائل، وكان يكتب على السؤال الواحد مجلداً، وأما جواب يكتب فيه خمسين ورقة وستين وأربعين وعشرين فكثير.
(١) ذكر ابن عبد الهادي في (ص٣٨) أن اسمها (الدرر المضيئة من فتاوى ابن تيمية) وذكر الصفدي في الوافي بالوفيات (٢٩/٧) نفس عدد المجلدات، لكن ابن رجب ذكر في ذيل طبقات الحنابلة (٤٠٣/٢) أنها سبع مجلدات!
(٢) العقود الدرية (ص٦٤).
(٣) يقصد ابن رشيق، لأنه المشهور بالعناية بمصنفات ابن تيمية، ذكر ذلك عنه في العقود الدرية (ص٢٧).
9
٢- وكان يكتب الجواب، فإن حضر من يبيّضه وإلا أخذ السائل خطّه وذهب.
٣-ويكتب قواعد كثيرة في فنون من العلم، في الأصول والفروع والتفسير وغير ذلك، فإن وُجد من نقله من خطه وإلا لم يشتهر ولم يعرف.
٤- وربما أخذه بعض أصحابه فلا يقدر على نقله، ولا يرده إليه فيذهب، وكان كثيراً ما يقول: قد كتبت في كذا وفي كذا.
ويُسئل عن الشيء فيقول: قد كتبت في هذا. فلا يدري أين هو، فيلتفت إلى أصحابه ويقول: رُدّوا خطي وأظهروه لينقل! فمن حرصهم عليه لا يردونه، ومن عجزهم لا ينقلونه، فيذهب ولا يعرف اسمه، فلهذه الأسباب وغيرها تعذر إحصاء ما كتبه وما صنفه.
٥- وما كفى هذا، إلا أنه لما حُبس تفرّق أتباعه، وتفرقت کتبه.
٦- وخوفوا أصحابه من أن يظهروا كتبه، فذهب كل أحد بما عنده وأخفاه، ولم يظهروا كتبه، فبقي هذا يهرب بما عنده وهذا يبيعه أو يهبه، وهذا يخفيه ويودعه، حتى إن منهم من تسرق كتبه أو تجحد فلا يستطيع أن يطلبها، ولا يقدر على تخليصها، فبدون هذا تتمزق الكتب والتصانيف، ولولا أن الله تعالى لطف وأعان ومنَّ وأنعم، وجرت العادة في حفظ أعيان كتبه وتصانيفه، لما أمكن لأحد أن يجمعها، ولقد رأيت من خرق العادة في حفظ كتبه وجمعها، وإصلاح ما فسد منها، وردّ ما ذهب منها، ما لو ذكرته لكان عجباً، يعلم به كل منصف أن لله عناية به وبكلامه؛ لأنه يذب عن سنة نبيه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين))(١).
(١) العقود الدرية (ص٦٤ - ٦٦).
10
وزدّ على هذه الأسباب قيام كثير من المخالفين لابن تيمية بجمع كتبه بطرق كثيرة وحرقها حتى لا تنتشر.
فإذا تبينت أسباب فقدان كتب ابن تيمية، علمنا أن ما طبع من مؤلفاته ورسائله وفتاواه شيء يسير في جنب ما ألّفَ رَحِمَهُ الله.
وليس قصدي هنا حصر عدد مؤلفات ابن تيمية حسبما ذكره مترجموه، وإنما بيان كثرتها وصعوبة حصرها، وأن أكثرها له أكثر من عنوان، أو ليس له عنوان أصلاً؛ لِكَوْنِها فتاوى صغيرة، وهذا ما سيراه القاريء عند بيان الرسائل والفتاوى الواردة في هذا المجموع.
الرسائل الواردة في هذه المجموعة
حاولت هنا أن أذكر أسماء الرسائل والفتاوى التي ذكرها من ترجم لابن تيمية ويُحتمل أن تكون هذه الرسائل بعض ما في هذا المجموع، وقد تقدم أن شيخ الإسلام لم يكن يسمي كثيراً من رسائله وفتاويه، وإنما يذكر أن له فتوى في كذا، أو رسالة في كذا، ولذلك يجتهد تلاميذه أو النسّاخ في تسمية هذه الرسائل والفتاوى، ولذلك تظهر صعوبة في الجزم ببعض الرسائل، هل هي المذكورة ضمن مؤلفاته، أم غيرها؟
وقد اشتملت هذه المجموعة على (١٩) عنواناً، وهي:
١- قاعدة في الصبر.
هذه القاعدة ذُكرت على غلاف المخطوط باسم (قاعدة في الصبر للشيخ تقي الدين ابن تيمية الحراني وشرح حديث سيد الاستغفار) ويظهر لي - والله أعلم - أن هذه القاعدة هي التي ذكرها ابن عبد الهادي في العقود الدرية (ص٣٩) باسم (قاعدة في الصبر والشكر) وذكرها ابن رشيق في أسماء مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية - المطبوع منسوباً لابن القيم بتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد -
11
(ص ٢١) برقم (٢٨) باسم (قاعدة في الصبر والشكر) قال ابن رشيق: نحو ستين ورقة!
لأن شيخ الإسلام ابن تيمية تكلّم فيها عن الصبر في ثلاثة عشر صفحة ونصف، بدأ فيها بالكلام على تقسيم بعض السلف للإيمان إلى قسمين: صبر وشكر، ثم بدأ بالكلام على الصبر واستوفاه من عشرين وجهاً استدل بها على فضيلة الصبر، ثم بدأ بالأصل الثاني وهو الشكر، فقال: ((والأصل الثاني: الشكر، وهو العمل بطاعة الله تعالى)) وانتهى النص هكذا، ثم بدأ بعده بشرح حديث سيد الاستغفار، والذي يظهر لي - والله أعلم - أن بقية الكلام عن الشكر لم يكتبه الناسخ، ولعل النسخة التي نقل منها تنتهي عند هذا القدر، خاصة وأن ابن رُشيق ذكر أن القاعدة تقع في قرابة ستين ورقة.
٢ - شرح حديث سيد الاستغفار.
هذه الرسالة يُحتمل أن تكون هي القاعدة التي ذكرها ابن عبد الهادي في العقود الدرية (ص ٤٠) باسم (قاعدة في الاستغفار وشرحه وأسراره) وذكرها ابن رشيق (ص ٢٢) برقم (٤٦) باسم (قاعدة في الاستغفار وشرحه).
وفي مجموع الفتاوى (١١/ ٦٧٠) (رسالة في التوبة والاستغفار) أشار في مقدمتها أن له رسالة أخرى في نفس الباب كتبها قبل ذهابه إلى مصر، مما يعني أن هذه الرسالة المنشورة في الفتاوى مما كتبه بعد عودته من مصر إلى دمشق.
٣ - فصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
٤ - مسألة مصرية عن صفتي المعية والنزول.
ذكر ابن عبد الهادي في العقود الدرية (ص ٥١) أن لابن تيمية رسائل كثيرة في مسائل العلو والاستواء والصفات الخبرية يقع في مجلدات.
12
وذكر له جواب في المعية وأحكامها، العقود الدرية (ص٥٤).
٥ - مسألة مصرية في نسبة الباري تعالى إلى جهة العلو من جميع الجهات المخلوقة.
ذكر الصفدي في الوافي (٧/٢٦) أن لابن تيمية أجوبة كون العرش والسموات كُرّية وسبب قصد القلوب جهة العلو.
وهذه الرسالة بلا شك هي من هذه الأجوبة التي كتبها عن هذه المسألة.
٦ - قاعدة جليلة بمقتضى العقل الصريح في إثبات علو الله تعالى الواجب له على جميع خلقه فوق عرشه.
٧ - مسألة في الفتوة وأدائها وشرائطها، وهل لها أصل في كتاب الله وسنة رسول الله.
ذكر ابن عبد الهادي في العقود الدرية (ص٤٢) (قاعدة في الفتوة الاصطلاحية وأنه ليس لها أصل في الأحكام الشرعية). وذكر الصفدي أيضاً في الوافي (٧/٢٩): ((الكلام على بطلان الفتوة المصطلح عليها بين العوام وليس لها أصل متصل بعلي رضي الله عنه)).
وضمن مجموع الفتاوى رسالة أخرى في الفتوة (١١/٨٥) مشابهة لهذه الرسالة.
٨ - مسألة مصرية في الطلاق.
٩ - فصل في الضمان بالعقد الصحيح والعقد الفاسد.
١٠ - مسألة مصرية في الحديث المنسوب إلى النبي ﷺ: (كنت نبياً وآدم بين الماء والطين).
ذكر الصفدي في الوافي (٧/٢٧): ((جواب هل كان النبي ﷺ، قبل الرسالة نبياً)).
13
وهي مسألة قريبة من هذه الرسالة، وإن كنتُ أرجح أن ما ذكره الصفدي رسالة أخرى غير هذه؛ لأن شيخ الإسلام كتب عن هذه المسألة في عدة مواضع، والرسالة التي ذكرها الصفدي هي في نبوة نبينا محمد ﷺ قبل إرساله، هل كان نبياً؟ والرسالة المنشورة في هذا المجموع في صحة الحديث المنسوب، وبينهما فرق واضح.
١١ - مسألة مصرية في قوله تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَآءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.
١٢ - مسألة مصرية في غلام حلف بالطلاق.
١٣ - مسألة مصرية في مقدار القراءة في الصلاة.
١٤ - مسألة مصرية في التكبير خلف الإمام وقراءة السجدة في فجر يوم الجمعة وفي الدعاء جماعة إثر الصلاة.
١٥ - مسألة مصرية في أخذ الإنسان بفتوى إمام غير إمامه الذي ينتسب إليه.
١٦ - مسألة مصرية فيمن توفي والده تاركاً للصلاة، هل يصلي عنه؟
١٧ - مسألة مصرية في الوقف والتصرف فيه.
١٨ - مسألة مصرية، متى فرض الصوم والصلاة والزكاة؟
١٩ - مسألة مصرية في اغتسال الحائض.
هذه تسعة عشر مسألة - لأوّل مرّة تُنشر - من أصل المجموع المحفوظ في جامعة برنستون ومن المجموع المحفوظ في مكتبة تشستربيتي، وإليك تفصيل المعلومات عن المجموعتين.
14
وصف المخطوط:
أولاً: مجموعة جامعة برنستون.
المجموع من محفوظات مكتبة جامعة برنستون بأمريكا، مجموعة يهودا، تحت رقم (٤٠٩٥)، ويحتوي على أربعة كتب، هي:
قاعدة في الصبر [والشكر] لابن تيمية.
شرح حديث سيّد الاستغفار، لابن تيمية.
اللمعة في الاعتقاد، لابن قدامة المقدسي.
العرش، للذهبي.
١ و٢ - قاعدة في الصبر، وشرح حديث سيد الاستغفار.
كُتبت القاعدة أولاً ومعها ـ دون فصل - شرح حديث سيّد الاستغفار، ويقعان في (١١) لوحة، في كل صفحة (١٣) سطراً، وفي كلّ سطر (١٠ إلى ١٣) كلمة تقريباً. وخطها نسخ جيد.
أما الغلاف فكُتب عليه: (قاعدة في الصبر للشيخ تقي الدين ابن تيمية الحرّاني وشرح حديث سيد الاستغفار).
وكُتب تحتها: (وهذا شرح فيه انشراح والحمد لله وحده).
ثم كُتب تحته دعاء، ثم كُتب أيضاً: (وفيه أيضاً كتاب اللمعة في الاعتقاد للشيخ الموفق، وفيه كتاب العرش للذهبي، في العلو).
ثم كُتب تحته: (دخل في ملك الفقير إليه تعالى الحاج علي ابن الحاج عثمان اللبدي الحنبلي عفى عنه مولاه آمين).
ولم يُذكر اسم الناسخ، ولا تاريخ النسخ.
ثانياً: مجموعة تشستربيتي
المجموع من محفوظات مكتبة تشستربيتي تحت رقم (٣٥٣٧).
15
ويقع في (١٠٣) لوحة - وفي ترقيمي (١٠٤) لوحة بسبب تكرار ورقة في التصوير - في كل صفحة (١٧) سطراً، ومتوسط كلّ سطر (٩) كلمات تقريباً.
وخطها: نسخ، وكُتبت بعض التصحيحات على هامش المخطوط، وفي بعض المواضع لا يتضح النص لسوء تصوير أو ضعف الحبر، وقد بذلت جهدي في قراءة هذه المواضع، وأرجو أني وُفقت في ذلك.
أما غلاف المخطوط فكُتب عليه: (كتاب في تفسير المشكل والمتشابه من آيات القرآن العظيم والحديث الشريف، للفقيه الإمام الفاضل، العالم العامل، فقيه السلف، قدوة الخلف، المبدع المعرب، تقي الدين أبي (١) العباس أحمد ابن تيمية الحرّاني رحمه الله.
ويليه سؤال أبي القاسم يوسف السبتي لابن تيمية.
ويليه مسألة القيام بعد الأذان الأول يوم الجمعة، له أيضاً.
ويليه مسألة من رسالته العدوية، وهو أن كل من ادّعى أنه رأى ربه بعينه قبل الموت فذاك باطل.
ويليه مسألة في رجلين تنازعا في الإثبات للصفات، له أيضاً.
ويليه مسألة: ﴿مَا يَكُونُ مِن نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ﴾ الآية، له أيضاً.
ويليه مسألة فيمن قال: إن نسبة الباري تعالى إلى العلو ( ... ) (٢) لا يتصور ذلك في الذهن.
ويليه مسألة في أن أكل الحلال متعذر، له أيضاً .
(١) في الأصل: أبو.
(٢) كلمة غير واضحة.
16
ويليه مسألة في علو الرب.
ويليه مسألة في الفتوّة(١) وآدابها.
ويليه عدة مسائل وأجوبة له أيضاً).
وكُتب في أعلى المخطوط في الجهة اليسرى: (الحقير محمد مراد الشطي غفر له).
هذا ما وُجد على غلاف المخطوط.
وعناوين المسائل الواردة في المجموع أقلّ من الحقيقة، كما سيتبيّن للقارئ.
أما الكتب والرسائل الواردة فيه، فهي:
١ - كتاب في تفسير المشكل والمتشابه من آيات القرآن العظيم والحديث الشريف.
وهذا الكتاب هو منتخب من كتابه المشهور (شرح حديث النزول)، وجاء في آخره ما نصه: (هذا آخر ما انتخبته من مسألة النزول للشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى).
ولم يذكر المنتخب اسمه.
٢ - يليه سؤال أبي القاسم يوسف السبتي لابن تيمية. وهي مطبوعة ضمن مجموع الفتاوى (٨٥/١) و(٦٥٣/١٠).
٣ - يليه مسألة القيام بعد الأذان الأول يوم الجمعة، وهي مطبوعة ضمن مجموع الفتاوى (١٨٨/٢٤) وفي الفتاوى الكبرى (١/ ١٦٢).
٤ - مسألة: أي الأمرين أفضل، تلاوة القرآن أو الذكر، وهي
(١) في الأصل الفتوى.
17
مسألة لا أحسبها طبعت قبل، وفي نفسي شيء من صحة نسبتها لابن تيمية، لوجود بعض ألفاظ ليس من عادة ابن تيمية استخدامها، وهي تقع في صفحة ونصف تقريباً، فإن ثبت لديَّ أنها من كلامه رحمه الله فسأنشرها في بقية المجاميع التالية - إن شاء الله تعالى -.
٥ - يليه مسألة من رسالته العدوية، وهو أن كل من ادّعى أنه رأى ربه بعينه قبل الموت فذاك باطل.
وهي تمثل جزءً يسيراً جداً - صفحة واحدة فقط - من رسالة أرسلها إلى الشيخ عدي بن مسافر الأموي، وتُسمى بـ (الوصية الكبرى) وهي مطبوعة ضمن مجموع الفتاوى (٣٦٣/٣ - ٤٣٠)، وطبعها مفردة (محمد الحمود) عام (١٤٠٧ هـ) اعتمد فيها على النسخة المطبوعة ضمن مجموعة الرسائل الكبرى، والنسخة التي طبعها قصي محب الدين الخطيب، وذكر أنه لم يعثر على نسخة مخطوطة.
وطبعها - أيضاً - مفردةً (محمد النمر وعثمان جمعة) اعتمدا فيها على النسخة المنشورة ضمن مجموع الفتاوى فقط.
٦ - فصل في قوله تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ ولم تُنشر من قبل - فيما أعلم - وهي ضمن هذه المجموعة الجديدة، وهي تقع من (٤٦ش/ ب إلى ٤٧ش/ ب).
٧ - المراكشية، وهي مطبوعة ضمن مجموع الفتاوى (١٩٣/٥)، والنسخة المخطوطة خلّطَ فيها الناسخُ، إذ يظهر لي - والله أعلم - أن الأصل الذي نقل منه كان أوراقاً مفككة سقطت، وأعيد ترتيبها، فلم يُوفق المرتب لها ترتيب بعض الصفحات، فجاء الناسخ ونسخ المجموع كما وجده، فلذلك وقع بعض الخلط في بعض الفتاوى والمسائل، فالمراكشية تبدأ من (٤٧ ش/ب إلى منتصف ٥٨ ش/ أ) ومن هنا يبدأ الخلط، لأن باقي النص إنما هو إكمال لسقط وقع في المسألة التالية لها (وهي مسألة عن المعية والنزول) وقد وفّقني الله
18
لإعادة ترتيب الرسائل والفتاوى التي وقع الخلط فيها في هذا المجموع فضلاً منه تعالى.
والمراكشية - يظهر لي - هي المقصودة بما ذُكر على غلاف المخطوط بـ (ويليه مسألة في رجلين تنازعا في الإثبات للصفات، له أيضاً)، والله أعلم.
٨ - يليه مسألة: ﴿مَا يَكُونُ مِن نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ﴾ الآية، له أيضاً.
وهي مسألة عن الآية السابقة وعن حديث النزول، وتبدأ من منتصف (٦٥ش/ب) إلى منتصف (٦٧ش/ب) حيث تداخل الكلام ولم يستقم، وتبيّن لي أن بقية النص هو ما تقدم من موضع الخلط ضمن المراكشية، وبه يظهر اتساق النص وسلامته، وبعد انتهاء النص المكتوب ضمن المراكشية، يتصل الكلام بموضع آخر موجود ضمن مسألة (نسبة العلو للباري من جميع الجهات المخلوقة) ويبدأ من منتصف (٧٧ش/ب) إلى نهاية المسألة (٧٩ش/ب) حيث تنتهي مبتورة، لكن بقيتها هو بقية النص الذي في منتصف (٧٦ش/ب) من نفس مسألة المعية والنزول، وتنتهي المسألة في (٧١ش/أ) حيث يذكر الناسخ أنها تمت في سنة (٧٠٥هـ).
وقد نبّهت على هذا الخلط في الحواشي على الرسالة في هذا المجموع، والحمد لله على توفيقه.
٩ - يليه مسألة في نسبة الباري إلى جهة العلو من جميع الجهات المخلوقة، وأنها لا تتصور في الذهن.
وتبدأ من (٧١ش/ب) إلى منتصف (٧٧ش/ب) وبقية النص هو إكمال للرسالة السابقة - كما تقدم بيانه - وأما باقي الرسالة فغير موجود.
19
١٠ - يليه مسألة في أن أكل الحلال متعذر، وهي مطبوعة ضمن مجموع الفتاوى (٣١٢/٢٩).
١١ - يليه مسألة في علو الرب، وهي: (قاعدة جليلة بمقتضى العقل الصريح في إثبات علو الله تعالى الواجب له على جميع خلقه فوق عرشه). وتبدأ من منتصف (٩١ش/ب) إلى نهاية (٩٢ش/ أ).
١٢ - يليه مسألة في الفتوّة وهل لها أصل في كتاب الله، تبدأ من (٩٢ش/ ب) إلى (٩٤ش/ ب).
١٣ - ثم عدة مسائل صغيرة، وهي: مسألة مصرية في الطلاق.
١٤ - فصل في الضمان بالعقد الصحيح والعقد الفاسد.
١٥ - مسألة مصرية في الحديث المنسوب إلى النبي ﷺ: (كنت نبياً وآدم بين الماء والطين).
١٦ - مسألة مصرية في قوله تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَآءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.
١٧ - مسألة مصرية في غلام حلف بالطلاق.
١٨ - مسألة مصرية في مقدار القراءة في الصلاة.
١٩ - مسألة مصرية في التكبير خلف الإمام وقراءة السجدة في فجر يوم الجمعة وفي الدعاء إثر الصلاة.
٢٠ - مسألة مصرية في أخذ الإنسان بفتوى إمام غير إمامه الذي ينتسب إليه.
٢١ - مسألة مصرية فيمن توفي والده تاركاً للصلاة، هل يصلي عنه؟
٢٢ - مسألة مصرية في الوقف والتصرف فيه.
٢٣ - مسألة مصرية، متى فرض الصوم والصلاة والزكاة؟
20